خصصت جريدة الخبر الجزائرية عددها ليوم أمس الأربعاء لحراك الحسيمة، حيث عنونت غلافها بكلام مثير "يقود ثورة الريف في المغرب ... الزفزافي يزلزل عرش الملك". وليست الخبر الصحيفة الجزائرية الوحيدة المهتمة بما يجري في الحسيمة، حيث تصلها الأخبار أولا بأول من قبل عملاء لها يتقاضون أجورا مقابل خدمات تشويه سمعة بلادهم، غير أن الخبر تحولت إلى ناطقة رسمية باسم الحراك في الريف لا يخلو عدد من هذه الصحيفة دون الحديث عن ناصر الزفزافي، الذي تصوره كأنه تشي غيفارا، الثوري البوليفي وصديق فيديل كاسترو، وتختلق حوله الأساطير والوقائع غير الحقيقية، كما تظهر صوره باستمرار في الإعلام الجزائري غير أنه في الخبر يحظى بحيز كبير.
ولا يخفى على مطلع على الإعلام المغاربي أن يعرف أن جريدة الخبر هي لسان حال المخابرات العسكرية الجزائرية، وتمولها من عائدات النفط والغاز، وتعتبر من أغنى الصحف، حيث تشتريها الإدارات بكميات كبيرة رهبة من سطوة الجنيرالات، الذين يتحكمون في رقاب هذا الشعب.
وربطا للأول بالثاني تظهر اليد الجزائرية الواضحة في حراك الريف. وحتى لا يستشكل علينا الملبسون ودعاة الفتنة، فإن مطالب أهل الحسيمة مشروعة، لكن قادة الحراك استغلوها لأغراض سياسية وخدمة أجندات أجنبية مقابل الاغتناء.
ما أوردناه هو ما ذهب إليه شارل سان برو، مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس، الذي قال في حوار مع موقع أتلنتيكو الفرنسي، إن ما يجري في الحسيمة تظهر فيه بوضوح أيادي المخابرات الأجنبية، خصوصا بعد أن عرض محامو المتهمين في كديم إزيك خدماتهم للدفاع عن ناصر الزفزافي وزمرته.
ولا يخفى على أحد اليوم أن السلطات بالناظور سبق أن طردت صحافيا جزائريا تم استقدامه واستضافته في أحد البيوت بمدينة الدارالبيضاء ومنها إلى الناظور، دون الحصول على الإذن بالتغطية الصحفية حتى يفلت من المراقبة أثناء تحريضه للمحتجين.
كل الدلائل اليوم تشير إلى أن المخابرات الجزائرية جزء من اللعبة التي تدور بالحسيمة، مما يفرض على عقلاء الحراك طرد العملاء والمنتفعين والبراءة منهم.