قرأت في موقع "أعماق" عفوا "العمق" التسمية غير بريئة أن نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية دعى إلى استحضار صلح الحديبية في المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف في أفق تشكيل الحكومة المغربية الجديدة. وأعتقد أنه بهذا التصريح يسيء بشكل كبير لحزب العدالة والتنمية الذي يعتبر امتدادا طبيعيا لحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية الذي أسسه المرحوم الدكتور الخطيب على أساس سياسي ومدني بحت. وإلا فما هو محل صلح الحديبية من الإعراب في هذه النازلة؟ إذ أن الرسول عليه السلام، أجرى الصلح مع كفار قريش الذين كانوا يستحوذون على مكةالمكرمة بحرمها وكعبتها. وكان عليه السلام حريصا على فتحها دون إراقة الدماء وفي غياب أي مظهر من مظاهر العنف. فكيف يساوي نائب الأمين العام بين المشركين وقادة الأحزاب المغربية؟! بينما لا يوجد بينهم إلا مسلمون متشبثون بدينهم. وحتى نبيل الشيوعي شد الرحال إلى المسجد الحرام ورجع منه حاجا.
فهل نسي المدرس الهارب من القسم بخريبكة تحت غطاء ريع التفرغ أن سيدنا علي كرم الله وجهه قاتل الخوارج بقوة لأنهم أقحموا مصطلحات دينية كالكفر والإيمان في صراعه السياسي مع معاوية. مع أنه كان بإمكانهم استعمال مصطلحات دنيوية كالصواب والخطأ؟
ثم، لماذا يخرج هذا المتآمر على العثماني في مؤتمر الحزب سنة 2008 ضدا على إرادة الخطيب بهذه التصريحات التي تؤكد احتجاجات المنافسين بأن هذا الحزب يقوم على أساس قراءة إخوانية للدين ويستغل المشترك الديني في تأثيره على الناخب في الاستحقاقات الانتخابية؟
ألا يمكن أن يفهم المتتبع أن هذه الزلات اللسانية أحسن معبر عما يختلج في صدور البعض وأن شعارات الاعتدال والانفتاح والتسامح تخفي وراءها جبالا من التطرف والتشدد إن لم نقل نزعات تكفيرية؟
وأخيرا، فحسب توجه السيد سليمان ننصحه لكي ينجو من رد العثماني على مؤامرته عليه سنة 2008 أن يطلب منه استحضار فتح مكة، عندما خاطب رسول الله عليه السلام الذين تآمروا عليه: اذهبوا فأنتم الطلقاء.