شعب بريس- وكالات يتلقى المجلس الوطني الانتقالي الليبي دعما دوليا إضافيا في خططه لترسيخ نظام ديمقراطي جديد في البلاد، خصوصا بعد إعلان نيته نقل مقره إلى طرابلس الأسبوع المقبل.
ونقلت وكالة الأنباء انترفاكس عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت في دوشانبي قوله أن الحكومة الروسية تدعو القادة الليبيين الجدد إلى موسكو للبحث معهم خصوصا في مسائل الطاقة.
وقال لافروف "إنهم (الثوار) اقترحوا إجراء محادثات. وبناء على طلبهم دعونا ممثليهم إلى موسكو. وسنتناقش معهم بكل ذلك".
واعترفت روسيا الخميس بالثوار الليبيين الذين أطاحوا بنظام حليف روسيا السابق معمر ألقذافي، كسلطة شرعية في ليبيا، رابع اكبر منتج للنفط في إفريقيا، وذلك بعد ثلاثة اشهر من خطوة مماثلة قامت بها بعض الدول الغربية.
وكانت روسيا امتنعت عن التصويت على قرار الأممالمتحدة الذي أجاز التدخل العسكري الغربي في ليبيا ثم اتهمت اثر ذلك مرارا الغرب بعدم احترام القرار من خلال دعمه المباشر للثوار.
في موازاة ذلك أعلنت اندونيسيا السبت دعمها للمجلس الوطني الانتقالي لإجراء "انتقال سلمي نحو الديمقراطية" في ليبيا.
وقال وزير الخارجية الاندونيسي مارتي ناتاليغاوا "أن اندونيسيا تدعم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لكي يقود انتقالا سلميا نحو الديمقراطية".
ويزداد الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في العالم منذ سقوط نظام معمر ألقذافي المتواري عن الأنظار والذي هدد الخميس بشن حرب عصابات ضد الثوار.
وتأتي الخطوة الروسية والدعم الاندونيسي بعد إعلان المجلس الوطني الانتقالي نقل نشاطه إلى طرابلس "الأسبوع المقبل".
وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل الجمعة في بنغازي أن نشاط المجلس سينتقل "الأسبوع المقبل" إلى طرابلس التي باتت تحت سيطرة المسئولين الجدد.
وأعلن عبد الجليل أمام مشايخ قبليين وعسكريين كبار في بنغازي حيث انشيء المجلس الوطني الانتقالي واتخذ له مقرا طيلة فترة الثورة "سنذهب إلى طرابلس الأسبوع المقبل. طرابلس عاصمتنا"
وتقع بنغازي، ثاني اكبر مدن البلاد، على بعد ألف كلم شرق العاصمة طرابلس. وحيا عبد الجليل إمام المشايخ مدينة بنغازي وشكر مدن شرق ليبيا لدعمها الثوار.
بدوره قال مسئول الشؤون العسكرية في المجلس الانتقالي عمر الحريري أن عملية بناء الجيش الوطني بدأت. وقال "بدأنا بناء جيش جديد لحماية الديمقراطية والمؤسسات والمواطنين الأبرياء". وذكر المسئول الآخر عبد الرزاق مختار "نريد أن نظهر للعالم أننا قادرون على إعادة بناء البلاد".
وكانت السلطات الانتقالية أعلنت في 26 غشت بعد ثلاثة أيام على سيطرتها على المقر العام لمعمر القذافي في وسط العاصمة، نقل نشاط مكتبها التنفيذي (ما يعادل الحكومة) تدريجا إلى طرابلس.
لكن السلطات الانتقالية أوضحت أن المجلس الوطني الانتقالي بكامل هيئاته وخصوصا رئيسه، لن ينتقل إلى طرابلس إلا عندما تتوافر الظروف وخصوصا على الصعيد الأمني.
وكان عبد الجليل يتحدث في مطار بنغازي لدى عودته من مؤتمر باريس حيث قررت الأممالمتحدة والقوى الكبرى الإفراج عن 15 مليار دولار لمساعدة المجلس على إعادة اعمار البلاد مقابل الوعد بعملية انتقالية ديمقراطية ومصالحة وطنية.
وأطلق رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي من جهة أخرى نداء إلى المصالحة والوحدة بعد اشهر النزاع، وقال "إن الثوار ورجال الدين والنساء ورجال الفكر ورجال الثقافة سيتوحدون جميعا لبحث سياسات ليبيا".
وأوضح أيضا أن الأولوية في استخدام الأصول الليبية المجمدة في الخارج ستكون للجرحى وعائلاتهم.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن عبد الجليل أن ليبيا ستشارك في افتتاح جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 سبتمبر وأشاد بمواصلة عمليات الحلف الأطلسي "إلى حين زوال خطر ألقذافي على البلاد".
وتأتي خطوة نقل مقر المجلس إلى طرابلس بعدما أكد جمعة القماطي ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا الجمعة انه سيتم انتخاب مجلس تأسيسي في ليبيا في غضون نحو 8 اشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 20 شهرا.
وقال القماطي مفصلا الجدول الزمني الانتخابي للمجلس الانتقالي لإذاعة بي بي سي "وضعنا خارطة طريق بفترة انتقالية من 20 شهرا".
وأضاف أن "المجلس الانتقالي سيدير ليبيا لمدة ثمانية اشهر قبل أن يتولى مجلس منتخب من الشعب" السلطة لصياغة دستور و"في غضون عام (من ذلك) سيتم تنظيم انتخابات".
وتابع "وبالتالي فانه أمامنا ثمانية اشهر وعام قبل الانتخابات النهائية التشريعية والرئاسية. ومع قليل من التوفيق سينتخب الشعب الليبي في غضون نحو 20 شهرا القادة الذين يرغب بهم".
واعتبر القماطي أن "العملية الانتقالية بدأت" رغم استمرار المعارك بين الثوار والقوات الموالية لمعمر ألقذافي، والاستعداد لاقتحام مدينتي سرت وبني وليد المواليتين لقذافي في حال عدم الاستسلام.
وأوضح "طالما أن طرابلس مستقرة وآمنة، وهو واقعها الآن، وكذلك شان معظم المدن، فبإمكان الليبيين بدء العملية الانتقالية".
وقد عاشت طرابلس مساء الجمعة ليلة طويلة من الاحتفالات تخللتها مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وذلك بعد أداء صلاة جماعية ظهرا في ساحة الشهداء التي كانت تسمى في السابق بالساحة الخضراء.