حكيم الداح وزع على العثماني ولشداري واسقريبة والشركاوي مطبوعات وأشرطة متطرفة
كشف حكيم الداح في مرحلة البحث التمهيدي لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، وأمام قاضي التحقيق عبد القادر الشنتوف بسلا، أن المسمى العثماني أشعره بأنه تمكن من استخراج بيانات حول كيفية صناعة المتفجرات انطلاقا من مجلة جهادية تابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وأوضح أنه في سعيه الدؤوب إلى البحث عن طريق سهل وآمن من أجل التوجه الى إحدى بؤر التوتر بعد قيامه بعمل جهادي داخل المغرب رفقة عادل العثماني، تمكن من التعرف من خلال الدردشة عبر الشبكة العنكبوتية على مواطن لبناني لم يفصح له عن اسمه الحقيقي، فأخبره، بعد تعدد نقاشاتهم، بأنه يرغب في الالتحاق بالعراق من أجل الجهاد. وقال الداح إن هذا الشخص وعده بالعمل على مساعدته في سبيل بلوغ هدفه مرورا بدولة سوريا ثم العراق للانضمام إلى صفوف "الإخوة المجاهدين". وفي إطار الاستعداد لهذا الغرض، عمد إلى تجديد جواز سفره، لكن الأحداث التي شهدتها سوريا في الآونة الأخيرة حالت بينه وبين وصوله إلى هدفه المنشود. وكشف الداح أنه قبل سفره الأول إلى موريتانيا تعرف في سنة 2006 على المسمى وديع اسقريبة، الذي تربطه علاقة صداقة بعادل العثماني وعز الدين لشداري، فشرعوا خلال لقاءاتهم في مناقشة مواضيع جهادية، كما كانوا يتطرقون إلى "مظاهر الفساد والانحلال الخلقي" في المغرب، والبحث عن السبل الكفيلة بوضع حد لها في إطار مبدأ "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وفق قناعات تيار السلفية الجهادية بالمغرب. وقال المتهم الأول في الخلية إنه تمكن، بعد مرور وقت وجيز من هذه اللقاءات، من استقطاب وديع اسقريبة إلى خليته بعد شحنه بأفكار جهادية، وذلك عن طريق مده ببعض الأقراص المدمجة واصطحابه إلى بعض نوادي الإنترنيت للاطلاع على بعض مقالات منظري التيار السلفي الجهادي. وبمجرد عودته إلى المغرب بعد محاولته الفاشلة رفقة عبد الصمد بطار للالتحاق بأحد معسكرات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي، أشعر وديع اسقريبة بجميع تفاصيل وحيثيات المحاولة المذكورة طالبا منه بالمقابل الاستعداد للسفر بمفرده إلى موريتانيا تحت مطية التحصيل العلمي الشرعي من أجل تدبير الطرق الكفيلة لتزكية أفراد الخلية لدى تنظيم القاعدة، وذلك للخضوع لتداريب شبه عسكرية هناك في أفق الالتحاق بالعراق للجهاد. وفي خضم عملية الاستقطاب التي تكلف بها شخصيا، كشف للمحققين أنه سبق أن تعرف على المسمى عز الدين لشداري بحكم علاقة الجوار التي تربطه بعادل العثماني ووديع اسقريبة، إذ اعتاد لقاءه من أجل استقطابه إلى خليتهم، ليسلمه، في إطار سعيه إلى تقوية حماسه الجهادي، مجموعة من الأقراص المدمجة المحملة من شبكة الإنترنيت تضم لقطات للعمليات الاستشهادية التي يقوم بها المجاهدون ببؤر التوتر. وفي غضون سنة 2008 تمكن من استقطاب إبراهيم الشركاوي إلى خليتهم بعد شحنه بأفكار جهادية، فسلمه بدوره قرصا مدمجا ومفتاح تخزين يتضمنان مجموعة من الأناشيد الجهادية الدينية الحماسية، قبل أن يعرفه على جميع أفراد الخلية لاحقا. وفي إطار نشاطه المتمثل في استقطاب وشحن أفراد الخلية بمبادئ وأفكار جهادية، سبق له، حسب تصريحه، أن استخرج مجموعة من المطبوعات ذات صبغة جهادية من الإنترنيت من قبيل “الولاء والبراء” لمؤلفه أيمن الظواهري، وجزءين من مطبوع يحمل عنوان “العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله”، لمؤلفه عبد القادر عبد العزيز، وعمل على توزيعهما على كافة أفراد الخلية من أجل الاستعانة بهما في تطوير معارفهما الجهادية.