أطلق حزب العدالة والتنمية مرة أخرى كتائبه على عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، وذلك من خلال نشر أخبار تتحدث عن لقاء مزعوم بين هذا الاخير ورئيس الحكومة اليوم الثلاثاء بالرباط.. وقالت بعض المواقع الإلكترونية، التي تمولها أجنحة تابعة للحزب الإسلامي الذي يقود الحكومة، إن اخنوش قام هذا الصباح بزيارة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بمنزله في حي الليمون بالرباط، مشتكيا من وزراة الداخلية التي لم تيسر له عملية "حل بعض المشاكل المتعلقة بصندوق تنمية العالم القروي"، كما جاء على لسان الكتائب الإعلامية لحزب العدالة والتنمية.
ويأتي تسريب مثل هذه الأخبار لتسميم العلاقة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري أو بالأحرى عزيز أخنوش نفسه ووزارة الداخلية، وذلك ردا من بنكيران وحزبه تنصيص المادة 30 من قانون المالية 2016 على أن وزير الفلاحة والصيد البحري هو الآمر بالصرف في صندوق تنمية العالم القروي، الذي يضم 55 مليار درهم، وهو ما أثار غضب رئيس الحكومة معتبرا ان ذلك من اختصاصه كرئيس للحكومة..
والمضحك في تسريبات المواقع الموالية "سرا" للبيجيدي، هو استعمالهم لمصطلحات أصبحوا مدمنين عليها بقوة من قبيل " وقد علمنا من مصاردنا الخاصة" و علمت جريدة أو موقع "كذا و كذا" من مصادر جد مطلعة " و"قال مصدر لم يقو على ذكر إسمه وصفته"، إلى غير ذلك من اسنادات لم تعد تنطلي على احد من القراء والمتتبعين، فضلا عن كونها أساليب بالية "عفا عنها الزمن" في عالم الصحافة وفي قاموس كل صحفي مهني يحترم نفسه ومهنته..
إنها مفردات أصبحت من ماضي التلفيقات الصحفية التي لم تعد تجدي، خصوصا إذا علمنا أن مدير نشر الموقع الذي أورد الخبر، يشغل مسؤولا بشبيبة العدالة والتنمية وكان صحفيا بجريدة التجديد قبل أن يقوم الاخوان بتمويل موقع له بمشاركة زوجته التي تشتغل في موقع آخر معروف بولائه لنفس الحزب..
خبر زيارة أخنوش رئيس الحكومة هذا الصباح، والذي نشره هذا الموقع التابع للبيجيدي، تم تسريبه من طرف بنكيران كدأبه المعهود، بالإضافة الى محتوى الزيارة وهو ما يعتبر خرقا للأخلاقيات المتعارف عليها لدى كبار المسؤولين ورجال الدولة. وإلا كيف نفسر تسريب الزيارة ومحتواها، إذا صح أن محتواها هو التشكي من وزارة الداخلية، لموقع "مستقل" تابع ضمنيا لحزب العدالة والتنمية؟