تميزت الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، نهاية الأسبوع الماضي، بعقد اجتماع استثنائي لفريق الاتصال الوزاري التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي تحت رئاسة المغرب، من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وهو اللقاء الذي شكل مناسبة للتأكيد على الدور المحوري لصاحب الجلالة الملك محمد السادس كمدافع قوي عن حقوق الفلسطينيين ومدينة القدس الشريف. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، أن هذا اللقاء، الذي انعقد على هامش الجمعية العامة السبعين للأمم المتحدة، جاء بتعليمات سامية من جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، إثر سلسلة الاتصالات التي أجراها جلالته مع قادة الدول الإسلامية من أجل أخذ مبادرات حازمة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى وخطر تهويد الأماكن المقدسة بفلسطين في ظل عجز المنتظم الدولي عن التصدي لهذه الأعمال الاستفزازية.
وتم تشكيل هذا الفريق بناء على توصية من لجنة القدس في دورتها 20، التي عقدت بمراكش يومي 17 و18 يناير 2014، تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتنفيذا كذلك لقرار مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة في دورتيه 40 بكوناكري و41 بجدة، ذلك القرار الذي زكاه ودعمه الاجتماع 42 للمجلس في الكويت شهر ماي المنصرم.
وقد حرص جلالة الملك، في خطابه خلال ختام أشغال الدورة العشرين للجنة القدس، على الإشارة إلى أن "هو ما نؤكد حرصنا على تجسيده، كرئيس للجنة القدس، وفاء لعهدنا لإخواننا الفلسطينيين، ولسلطتهم الوطنية الشرعية، برئاسة الأخ أبو مازن، على مواصلة الجهود لدعم صمودهم، والمضي قدما بعملية السلام، وجوهرها التسوية المنصفة لقضية القدس الشريف".
وأثار هذا الالتزام الأصيل والراسخ لجلالة الملك لصالح القضية الفلسطينية ومدينة القدس الشريف الاحترام على الساحة الدولية، خاصة لدى صناع الرأي العام والخبراء الأمريكيين الذين يحظون بصيت دولي، والذين أشادوا بجلالة الملك، باعتباره "مدافعا قويا عن حقوق الفلسطينيين" و"صوت الحكمة، الذي لم يذخر جهدا في مضاعفة المبادرات لمد جسور التوافق والتقارب بين طرفي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأكد يوناه ألكسندر، العضو البارز بمجموعة التفكير الأمريكية "بوتوماك إنستيتيوت"، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعترف بالدور الريادي والمتبصر لجلالة الملك، وبالدور المركزي الذي يضطلع به على الصعيد الدولي، والمصداقية التي يتمتع بها لدى طرفي النزاع".
في هذا الصدد، قال هذا الخبير الأمريكي إن جلالة الملك "يمثل نموذجا استثنائيا بالنظر إلى رؤيته التي ترتكز على مبادئ الاعتدال والاهتمام بالآخر".
أما دوف زكهايم، الذي عمل كمساعد لوزير الدفاع الأمريكي من 2001 إلى 2004، وكمنسق مدني بالبنتاغون لإعادة إعمار أفغانستان من 2002 إلى 2004، فقد نوه بالدور الطلائعي الذي يضطلع به جلالة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس.
وأكد عضو مجلس إدارة مجلة (ناشيونال إنتيرست) أن "المكانة الدولية لجلالة الملك تجعله في موقع فريد يمكن أن يساعد طرفي النزاع على التوصل إلى توافق حول الوضع النهائي لمدينة القدس الشريف، التي تظل حجر عثرة أمام أي اتفاق شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ومن جهته، اعتبر بيتر فام، العضو البارز بمجموعة التفكير الأمريكية "أطلانتيك كاونسيل"، ومدير "أفريكا سانتر"، أن "المغرب يوجد في وضع فريد إزاء النزاع بالشرق الأوسط، باعتباره ميسرا لعملية السلام، وذلك بفضل المصداقية التي تتمتع بها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك".
وأكد أن المغرب، من خلال موقعه الجغرافي وانخراطه التاريخي في جهود تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أبان "عن حسن نية كميسر للسلام، صادق ومنخرط بشكل تام في جهود السلام بالشرق الأوسط".