يطرح توفير الأمن الغذائي، وما يفرضه من إشكاليات على الدول في مجال الزراعة، تحديات كبرى على العلماء والباحثين من أجل تطوير بدائل أخرى للتربة مع مراعاة وفرتها وانخفاض تكلفتها وكذا احترامها للبيئة.. وفي هذا الاطار سعى المغرب منذ سنين إلى نهج سياسة عقلانية، تهدف إلى تأمين حاجياته من المنتوجات الفلاحية دون المساس بالتوازن البيئي واعتمادا على معايير الصحة وحماية البيئة، ولا أدل على ذلك ما تقوم به مختلف معاهد البحث الزراعي الوطنية من تطوير لهذه التجارب من حيث الكفاءة والأثر البيئي.
وتعتمد هذه التقنيات الجديدة، التي انخرط فيها المغرب وحرص على الاستفاذة من التجارب الدولية في هذا المجال، على تطوير أنواع للزراعة بدون تربة تستخدم فيها أوساط (ركائز substrates)، وأخرى ليس فيها أوساط (المائية والهوائية).
وقد اطلع مهندسون مغاربة، من المعهد الوطني للبحث الزراعي بأكادير، على تجربة نظرائهم من معهد البستنة سكيرنيفيس، 80 كلم شرق بالعاصمة البولونية وارسو، وذلك خلال زيارة قاموا بها مؤخرا إلى بولونيا، حيث اكتشفوا عملية جديدة وضعتها شركة بولونية متخصصة في هذا المجال والتي يقودها باول ميتيليسكي..
ويعتمد هذا الأسلوب الجديد من الزراعة على الفحم، التي حصلت الشركة على براءة اختراعه، حيث تم تنفيذه من قبل معهد البستنة سكيرنيفيس على عدة هكتارات، وكانت النتائج مشجعة للغاية.
ومن مميزات هذا النوع من الفلاحة أنه يمكن من زراعة الطماطم وزراعات أخرى من الخضر (كالفلفل و الخيار وا والباذنجان وغيرها)، والتي تعود بمحاصيل كبيرة. وقد ظهرت فكرة الزراعة بعيدا عن الأرض أثناء البحث عن دور الماء والهواء وكل واحد من هذه المكونات.
وتنمو هذه الزراعة في جذور النباتات في بيئة أعيد بناؤها، بعيدا عن الأرض، ويتم سقيها بشكل منتظم من خلال حلول مغذية تتناسب مع النباتات التي تتم زراعتها.
ويرغب الوفد المغربي من خلال زيارته للمعهد البولوني الى التعرف على المزيد عن هذه الزراعة التي تجوّد في المغرب، كما أن المسؤولين البولونيين يأملون في تبادل هذه التجربة مع الشركاء المغاربة، لا سيما في المناطق التي تكون فيها الأرض غير صالحة للزراعة.