واصل مسلحو مجلس شورى مجاهدي مدينة درنة الليبية ومسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" وبمختلف أنواع الأسلحة، أمس الجمعة 12 يونيو، القتال فيما بينهما في محاولة للسيطرة على المدينة . ووجه تنظيم "الدولة الإسلامية" نداء عبر مكبرات الصوت في المساجد لمسلحي خصومهم دعوهم فيه إلى "التوبة وتسليم أسلحتهم" كي "يُرفع عنهم حد السيف".
ويشتبك مسلحو الطرفين منذ 3 أيام في قتال عنيف في أرجاء المدينة وبخاصة في أحيائها الغربية، بعد أن أعلن مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها الذي يتبنى فكر تنظيم القاعدة، الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" بسبب اغتيال اثنين من قادته ومقتل سالم دربي أحد أهم زعمائه في اشتباكات جرت بينهما.
وفي تطور لافت، سمح الجيش الليبي الذي ترابط قوات تابعة له على مشارف المدينة، بنقل عدد من جرحى مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها ومن بينهم المتحدث باسم المجلس إلى مدينة طبرق لتلقي العلاج، على الرغم من معاداة عناصر هذا المجلس للجيش وقتالها له في درنة وفي بنغازي.
وأفاد سكان محليون بأن 7 أشخاص قتلوا وأصيب 30 آخرون أثناء مشاركتهم في مظاهرة باتجاه القاعدة الأساسية لتنظيم "داعش" بالمدينة.
فيما قال مصدر في فصيل إسلامي إن 9 مقاتلين يشتبه بانتمائهم لتنظيم "الدولة الإسلامية" قتلوا في اشتباكات منفصلة مع جماعات إسلامية أخرى في درنة.
وفي وسط ليبيا، وصلت أرتال من الآليات العسكرية التابعة لمدينة مصراتة إلى منطقة أبوقرين الواقعة في منتصف المسافة تقريبا بين مدينتي سرت ومصراتة.
ونقلت "بوابة الوسط" عن مصدر في مدينة مصراتة أن قوات المدينة يتم حشدها في المنطقة استعدادا لشن هجوم واسع على مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سرت.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر مؤخرا بشكل كامل على مدينة سرت وطرد الكتيبة 166 التابعة لمصراتة بعد أن أجبرها على الانسحاب وسيطر على جميع المرافق الحيوية في المدينة وفي محيطها بما في ذلك محطة الخليج لتوليد الكهرباء ومقر كتيبة الجالط وقاعدة القرضابية الجوية.
ونشرت مواقع مقربة من تنظيم "الدولة الإسلامية" شريط فيديو يظهر تفجير مسلحي التنظيم طائرتين حربيتين في قاعدة القرضابية الواقعة في منطقة بوهادي جنوب سرت.
سياسيا، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري المجتمع الدولي إلى الاستجابة لمطالب الحكومة المعترف بها دوليا، مشددا على أن الأزمة الليبية وصلت إلى حد لا يمكن القبول باستمراره.
وطالب شكري خلال اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا بجوهانسبرغ في جنوب إفريقيا الجمعة 12 يونيو، بضرورة منح الحكومة الشرعية والأطراف الأخرى مزيدا من الوقت لدراسة مشروع حكومة الوحدة الوطنية في مسودتها الرابعة والمقدم من قبل مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون.
بدوره، لفت برناردينو ليون إلى الوضع الإنساني المتأزم في ليبيا، وإلى وجود أكثر من مليون لاجئ ليبي في الخارج، معربا عن قلقه الشديد من تأزم الوضع الأمني.
يذكر أن مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا عقدت اجتماعها في جوهانسبرغ على هامش اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي بمشاركة وزراء خارجية دول جوار ليبيا والمبعوث الأممي برناردينو ليون ووزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية والإفريقية المعنية بالأزمة الليبية.