أكد بيتر فام، مدير "أفريكا سانتر" التابع لمجموعة التفكير الأمريكية "أطلانتيك كاونسي" أمس الاثنين، أن الجولة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالعديد من البلدان الإفريقية تأتي لتقدم دليلا دامغا آخر على الالتزام الملكي من أجل تعزيز تعاون جنوب - جنوب مفيد للجميع. وأوضح بيتر فام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "المغرب بذل، خلال السنوات الأخيرة، تحت قيادة جلالة الملك، جهودا جبارة لتعزيز وإعطاء مضمون لعلاقات التعاون مع البلدان الإفريقية".
وأبرز أن المملكة وضعت على الدوام خبرتها ومعرفتها رهن إشارة البلدان الإفريقية، لاسيما في مجال التنمية البشرية والمساعدات الإنسانية والتعاون الأمني والتأطير الديني، مضيفا أن المغرب يظل قوة كبرى للاستقرار بالقارة.
وبخصوص التعان في المجال الديني، لاحظ مدير (أفريكا سانتر) أن المغرب عمل، من أجل مساعدة شركائه الإفريقيين لمواجهة تنامي التطرف العنيف، على تدشين معهد محمد السادس لتكوين الأئمة، والمرشدين والمرشدات.
وذكر بأن هذه المؤسسة الجديدة تخصص لاستقبال الأئمة المغاربة، وآخرين منحدرين من بلدان عربية وإفريقية وأوروبية، من أجل تكوينهم على مبادئ وقيم الإسلام المعتدل.
وتابع فام أن المغرب يواصل بهدوء بناء "نموذجه الخاص"، مبرزا أن الطريق التي قطعتها المملكة في المجالات الاقتصادية والسياسية والدينية جعلت البلد "مرجعا" يحظى بإشادة قوية من لدن البلدان الإفريقية.
وخلص مدير (أفريكا سانتر) إلى أن المغرب، القوي بروح التزامه، أصبح "شريكا موثوقا به، يعمل من أجل صالح المجموعة الدولية بمنطقته، بسخاء وتضحية".
وفي دراسة وقعها بشكل مشترك مع ريكاردو ريني لاريمون، العضو البارز بÜ(أفريكا سانتر)، وأستاذ العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة بينغهامتون، أكد بيتر فام أن بروز المغرب كقوة اقتصادية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش البلاد، يشكل عاملا أساسيا في الاستراتيجية الملكية الرامية إلى إرساء شراكات دائمة ومتضامنة مع البلدان الافريقية.
واعتبرت الدراسة أنه "بفضل رؤية جلالة الملك، يضع المغرب إقلاعه كقوة اقتصادية لدعم الاستراتيجية الافريقية للمملكة".
وذكر فام ولاريمون، في هذه الدراسة التحليلية بعنوان (بروز المغرب كقاعدة محورية للأعمال بإفريقيا)، أنه في إطار هذه "الدبلوماسية الاقتصادية"، أعلن جلالة الملك عام 2000 عن إلغاء ديون البلدان الإفريقية الأكثر فقرا، وإعفاء منتجاتها المصدرة إلى المغرب من الرسوم الجمركية.
ولاحظا أن المملكة، التي تعد "ملاذا للاستقرار، عند مدخل قارة إفريقية عرضة للاضطرابات، طورت ما هو أكثر من العلاقات الاقتصادية والتجارية مع جميع أنحاء القارة بل وخارجها، كما تساهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني بالمنطقة، ما يجعل المغرب أرضية جذابة بشكل خاص للاستثمارات الخارجية، وشريكا مؤثرا للولايات المتحدة في أفريقيا".
وأبرز (أطلانتيك كاونسيل) أن المغرب، وإلى غاية اللحظة، يعتبر "البلد الوحيد بإفريقيا الذي أبرم اتفاقا للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدة، وهو الاتفاق الذي تجدد وتعمق مؤخرا، خلال سنة 2013، بالتوقيع على اتفاق لتسهيل التجارة".
وكانت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة قد أعلنت أمس الاثنين في بلاغ لها أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وأيده، سيقوم ابتداء من يوم الاربعاء بزيارة عمل وصداقة إلى كل من جمهورية السينغال، وجمهورية الكوت ديفوار والجمهورية الغابونية، وكذا بزيارة رسمية إلى جمهورية غينيا بيساو.