فكما عودتنا أمريكا دائما بخلق عدو لها من الوهم حتى يتسنى لها احتلال العالم وخدمة مصالحها ومخططاتها لرسم خريطة جديدة للعالم ، من بين أبرز سيماتها الشرق الأوسط الجديد الخالي من أي تهديد للكيان الصهيوني ولمخططاته الإستعمارية . فلا يغيب عن أذهاننا أن أمريكا هي من صنعت صدام حسين ليكون قوة في يدها يهيب الجيران العرب فمتى ما اكتشفت لعبة أمريكا ومتى ماتمرد حليفها وأصبح ورقة سوداء في يدها لا يخدمها بل يعرقل مخططاتها فإنها تبيده من على وجه الأرض حتى لا يكشف أيا من أسرارها مستقبلا. كما هو الحال مع أسامة بن لادن الذي هو الآخر كان من أبرز حلفائها وتمرد عليها وبات يشكل تهديدا عليها ، فلم يكن من بد أمام أمريكا إلا استخدام هذان الإثنان كذريعة لشن حرب عالمية جديدة على العالم تعيدها إلى مجد استعمارها وهيمنتها على شعوب العالم ونهب ثرواته وخيراته . كما هو الحال بالنسبة للعراق وافغانستان وغيره من شعوب العالم تحت مسمى الحرب على الإرهاب. فهذه الحرب العالمية الجديدة التي خاضتها امريكا ليس حبا في الشعوب وسعيا لنشر السلام والحرية والديمقراطية كما تدعي ، وإنما سعيا وراء مصالحها في السيطرة على أكبر مصادر النفط في العالم ، خاصة وأنها دخلت في أزمات مالية واقتصادية خانقة ليس من منفذ للخروج منها أو إعادة الإعتبار لهذا الكيان المستعبد للشعوب إلا العودة إلى سياسته الإستعمارية تحت مسميات أخرى . بما أن امريكا قد انكشفت خططها أمام العالم وفقدت مصداقيتها واحترام الشعوب لها هي وحلفائها ، ولم تستطع استرجاع تلك المكانة الرفيعة التي تحتلها في العالم ، فلم ترتئي إلا أن تفبرك أكذوبة جديدة تحفظ لها ماء الوجه أمام العالم بتحقيقها انتصارا ولو وهميا يزكي دوافعها في تلك الحرب الوهمية التي قادتها ضد ما أسمته الإرهاب. هاهي ذي أمريكا تعلن خبرا آخر من أكاذيبها . لقد تمكنت أخيرا من تحقيق النصر فقد قتلت أخيرا زعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن الذي نغص عليها حياتها ، ولشدة كرهها لهذا الشخص ألقت به في البحر لتخفي أي أثر له ، فما خلفته كدليل لتلك العملية الكاذبة إلا صورة مفبركة بتقنيات الفوتشوب وواضحة للعلن. ولكن الشئ المحير في الأمر هل أمريكا سارت غبية لهذه الدرجة في مجال التخطيط والتكنولوجيا أم أنها تتغابى فقط . لاشك أننا جميعا تعودنا على خطب ومداخلات الشيخ اسامة بن لادن على القنوات الفضائية إثر أي حدث أو قضية تستجد على الساحة العربية والإسلامية . ولكن هذا الأخير تغيب عنا منذ فترة طويلة تقارب السنة عن شاشاتنا ولم يعلق عن أي حدث ، حتى أنه لم يشارك الشعوب العربية صحوتها وانتفاضتها ضد التسلط والظلم المجسد في حكامها المتمسكين بكراسي الحكم . ألم تجعلكم هذه الأحداث المتتالية التي شهدتها ساحتنا العربية تتسألون عن السر وراء عدم تعليق أسامة بن لادن عن الأحداث . فلربما هذا الغياب الغير مبرر مفاده بان بن لادن قد توفي ورحل بصمت فانقطعت أخباره عن العالم دون أن يمكن أمريكا من قتله وتحقيق ذلك النصر الزائف الذي تصبوا لتحقيقه. ولم يكن أمام امريكا في هذه الحالة إلا خلق انتصار من وهم بعد نبش قبور الأموات وفبركة اكذوبة لإنتصار وهمي بقتل زعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن الذي ألقت جتته في البحر مخافة أن تبعث فيه الحياة من جديد وينغص حياتها ويفشل مخططاتها الاستعمارية في العالم.