قال الصحفي الهندي، رودرونيل غوش، إن المغرب يبرز ك"مثال ساطع" بفضل اجتيازه بنجاح لموجة "الربيع العربي"، وذلك على خلاف عدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأوضح غوش، في مقال نشر اليوم الخميس على الموقع الإلكتروني لصحيفة (ذا تايمز أوف إنديا)، أن نجاح المغرب في اجتياز "الربيع العربي" يعود بالأساس إلى حنكة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أمر في عام 2011 بصياغة دستور جديد عمل على تعزيز صلاحيات برلمان منتخب، في أفق تحويل المغرب إلى ملكية دستورية حقيقية.
واعتبر الصحفي الهندي أن الدستور المغربي الجديد لم يوفر فقط الإطار اللازم لضمان قدر أكبر من اللامركزية في اتخاذ القرار السياسي، وإنما ساهم كذلك في إرساء أسس صلبة بهدف تعزيز مجال استقلالية القضاء والرفع من مكانة حقوق الإنسان لفائدة جميع المواطنين المغاربة، بما في ذلك أولئك المتواجدين في الأقاليم الجنوبية.
وأشار إلى أنه "على أساس هذا الدستور الجديد، نظم المغرب انتخابات تشريعية جديدة في سنة 2011، أتت بحزب العدالة والتنمية، الإسلامي المعتدل، إلى السلطة من خلال حكومة ائتلافية"، لافتا الانتباه إلى أن "المغرب تجنب الخطأ الذي وقعت فيه بعض البلدان العربية، بصده الباب أمام أي إمكانية لهيمنة فئة واحدة على عملية صياغة الدستور".
وأكد كاتب المقال أن المغرب يبرز اليوم، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، كقوة استقرار في منطقة شمال إفريقيا، بعد أن أظهر بما لا يدع مجالا للشك بأن نموذجا عربيا إفريقيا للديمقراطية والتنمية هو أمر ممكن، مضيفا أن هذا الوضع مكن المملكة من العمل بنشاط في سعي منها لتحقيق الرخاء والتنمية للأشقاء الأفارقة، من خلال عقد عدد من الشراكات الاقتصادية والاجتماعية مع بلدان تنتمي إلى منطقة الصحراء والساحل.
وفي هذا السياق، أبرز الكاتب أن ماريا كونطريراس - سويت، المسؤولة عن الإدارة الأمريكية المكلفة بالمقاولات الصغيرة والمتوسطة قالت، على هامش الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال التي انعقدت بمراكش خلال الشهر الماضي، إنه "تقديرا للجهود التي يبذلها المغرب، فقد أضحى المجتمع الدولي يتطلع على نحو متزايد إلى الدور الذي تضطلع به المملكة كبوابة لتطوير القارة الإفريقية والنهوض بأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية".
وأضاف الصحفي الهندي أن هذه القمة الاقتصادية الدولية أعقبها انعقاد الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش، التي شهدت حضور أزيد من ستة آلاف مشارك من 100 دولة، "مما يظهر بجلاء الأهمية المتزايدة التي أصبح يكتسيها المغرب في المنطقة".
وفي هذا الصدد، اعتبر الكاتب أنه "من الواضح أن الجميع أصبح مستعدا للاستثمار في المغرب، سواء من الناحية المالية أو من خلال الرأسمال البشري"، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد "اعترافا صريحا بأن المغرب قام، أكثر من أي بلد آخر في شمال إفريقيا، بتعزيز أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان والأمن والتنمية البشرية".