مات المعتقل حسنة الوالي، الموالي لجبهة البوليساريو، بمستشفى الداخلة ليلة الأحد الماضي، وكان الوالي يقضي عقوبة حبسية مدتها ثلاث سنوات سجنا بالملحقة السجنية للعيون بمدينة الداخلية، نتيجة تورطه في أحداث التخريب التي عرفتها مدينة الداخلة سنة 2011. وحسب مصادر مؤكدة فإن مصالح الملحقة السجنية نقلت الوالي إلى مستشفى الداخلة يوم 24 من الشهر الجاري، نظرا للمضاعفات الصحية التي ألمت به، ووفق ما أوردت مصادر سجنية فإن السجين المذكور كان يعاني من ارتفاع في نسبة السكر في الدم وآلام في المعدة، قبل أن يدخل في غيبوبة يوم 27 من الشهر الجاري، ليفارق الحياة ليلة الأحد الماضي بالمستشفى المذكور.
وبعد انتشار خبر موته انتقل عشرة أشخاص من أقارب الميت أمام المستشفى العسكري الرابع بمدينة الداخلة، حيث قام شقيقه مرابح ربو الوالي بمهاجمة سيارات القوات العمومية بواسطة الحجارة.
وبعد مرور ساعة أصبح عدد المحتجين حوالي 250 شخصا، قاموا بدورهم برشق سيارات الشرطة بالحجارة، بينما تجمع حوالي 30 شخصا أمام منزل الميت حسنة الوالي مرددين شعارات موالية للبوليساريو.
وبعد تدخل عناصر القوة العمومية لتفريق المحتجين، قام هؤلاء بأعمال تخريبية على مستوى أحياء "كسيكيسات" و"لبويشات" و"الأمل" وعلى مستوى شارعي "الحسن الثاني" و"العركوب"، حيث قام أحد المخربين الصحراويين، وهو واحد من بين 150 شخصا، بحرق العلم الوطني.
وتخللت هذه الأعمال التخريبية شعارات مؤيدة لجبهة البوليساريو الانفصالية، وإشهار السلاح الأبيض، وعرقلة المرور بالطريق العام بواسطة حاويات أزبال مشتعلة ورمي الحجارة في اتجاه القوات العمومية والتهديد بتفجير قنينات الغاز، مما أدى إلى إلحاق الأضرار البليغة بسيارتي شرطة من نوع لا ندروفر وسيارة أخرى إضافة إلى حافلة صغيرة يمتلكها خواص، كما نتج عن هذه الأحداث جرح شرطيان وأربعة من القوات المساعدة، وتم اعتقال خمسة أشخاص من المتورطين في هذه الأحداث.
ومع ذلك ومع وجود الشهود والدلائل، فإن أتباع الانفصاليين والدعاية الإعلامية الجزائرية ما فتئت تصطاد في الماء العكر، فالوفاة كانت طبيعية ويمكن أن يكشف عنها الطب الشرعي، لكن العقوبة التي يستحقها حسنة الوالي كان لزاما عليه قضاؤها ولن يشفع له شيء في ذلك، ورغم هذا سنسمع عن "شهيد" جديد للبوليساريو.
والجبهة لا تتوانى في وصف من مات من فرط تناول المخدرات وفي حضن عاهرة بأنه شهيد، مع العلم أن هؤلاء لم يكونوا مناضلين سلميين كما يدعي خصوم المغرب، ولكن عناصر مدججة بالأسلحة البيضاء قصد إحداث الفوضى وفق الرؤية الجزائرية الجديدة.
لو كان أتباع البوليساريو بالداخل مناضلين حقيقيين كما يزعمون لما قاموا بتخريب الممتلكات ورشق السيارات بالحجارة وإضرام النار. فالمناضل السلمي هو الذي يبلغ موقفه بشكل حضاري ويرفع مطالبه بكل حرية كما هو معهود في البلد المحسود.