أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الأربعاء بمدرسة "عمر بن الخطاب" بالمضيق، الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي 2014- 2015 ، وكذا انطلاقة المبادرة الملكية "مليون محفظة" التي سيستفيد منها هذه السنة حوالي أربعة ملايين تلميذ. وتعتبر هذه البادرة خير تجسيد للعناية السامية التي ما فتئ جلالة الملك يحيط بها مهنيي قطاع التعليم، رجالا ونساء، والمنظومة التعليمية الوطنية ككل. كما تعكس هذه الالتفاتة الملكية حرص جلالته على تطوير وتأهيل المنظومة التعليمية بما يمكن الشباب من صقل مواهبهم، وتثمين إبداعاتهم، والاضطلاع بواجبات المواطنة الملقاة على كاهلهم، والمشاركة في مسلسل التنمية الشاملة للمملكة.
وقد تجسد هذا التأهيل الذي يصبو إليه صاحب الجلالة، أيده الله، يوم 16 يوليوز الماضي، من خلال تنصيب جلالته للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي الذي هو مؤسسة دستورية مهمتها تفعيل إصلاح قطاع التعليم عبر تثمين المكتسبات وتجاوز الاختلالات وبناء مدرسة في مستوى انتظارات وطموحات المغاربة.
وفي إطار جهود الإصلاح والتأهيل هذه، تندرج أيضا، المبادرة الملكية "مليون محفظة"، التي كان جلالة الملك قد أعطى انطلاقتها سنة 2008 وأضحت، منذ ذلك التاريخ، تنظم كل سنة. وتروم هذه العملية إعطاء دفعة قوية لتعميم التعليم الأساسي وتكريس طابعه الإلزامي، وضمان تساوي الفرص في مجال التعليم،علاوة على محاربة ظاهرة الهدر المدرسي.
وتهم هذه العملية، التي رصدت لها هذه السنة استثمارات بقيمته 360 مليون درهم، مجموع أقاليم وعمالات المملكة، ويستفيد منها تلاميذ التعليم الابتدائي والثانوي، مع إعطاء الأولوية لتلاميذ العالم القروي (63 في المائة). كما تندرج في إطار مقاربة تضامنية تتمحور حول تعزيز البعد الاجتماعي للإصلاحات العميقة الجارية في عدد من القطاعات الجوهرية التي تهم بشكل مباشر الحياة اليومية للمواطنين.
وتندرج مبادرة "مليون محفظة "، كذلك، في سياق الاستراتيجية الوطنية للدعم الاجتماعي للأطفال المتمدرسين وعائلاتهم التي رصد لها هذه السنة غلاف مالي إجمالي تفوق قيمته مليارين و113 مليون درهم. وتشمل هذه الاستراتيجية ، أيضا، برنامج الدعم المالي المباشر "تيسير" (778 مليون درهم)، وبرامج تحسين خدمات الإطعام المدرسي والداخليات (941 مليون درهم)، والنقل المدرسي (34 مليون درهم).
وبهذه المناسبة، قام جلالة الملك ، نصره الله ، بزيارة بعض أقسام مدرسة "عمر بن الخطاب" التي عرفت سنة 2010 أشغال إعادة التأهيل أنجزت في إطار شراكة بين وزارة التربية الوطنية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والجماعة الحضرية للمضيق، وجمعية آباء وأولياء تلاميذ المدرسة.
بعد ذلك، أشرف جلالة الملك على التسليم الرمزي لمحفظات ومقررات مدرسية لفائدة عشرة تلاميذ بمدرسة "عمر بن الخطاب" (عمالة المضيق- الفنيدق)، وعشرة تلاميذ من الثانوية الإعدادية "معاذ بن جبل" بالجماعة القروية جبل الحبيب (إقليمتطوان).
إثر ذلك، أخذت لجلالة الملك صورة تذكارية مع المدرسين والأطر الإدارية لمدرسة "عمر بن الخطاب".
جلالة الملك يعطي بالمضيق الانطلاقة الرسمية للموسم الدراسي 2014- 2015 وللمبادرة الملكية "مليون محفظة" تعكس المبادرة الملكية "مليون محفظة"، التي دخلت هذا الموسم سنتها السابعة على التوالي، إرادة ملكية راسخة للنهوض بأداء المدرسة المغربية، وتخفيف أعباء الفئات الأكثر احتياجا من خلال التكفل بتمكين أبنائها المتمدرسين من ولوج مقاعد الدراسة بكل يسر والإسهام بالتالي في تكريس تعميم التعليم الأساسي وإلزاميته.
فمنذ انطلاقها في الموسم الدراسي 2008-2009، تواصل هذه المبادرة الملكية ذات البعد التضامني والاجتماعي القوي، مساهمتها في تمكين أطفال الأسر المعوزة، من الظروف الملائمة لمتابعة دراستهم، وذلك من خلال توفير ما يحتاجونه من مقررات ولوازم مدرسية، ومن ثم تجنيب أهليهم التكاليف المادية الإضافية التي عادة ما تفرض ذاتها بمناسبة كل دخول مدرسي.
ويعكس إعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الأربعاء بالمضيق، انطلاقة هذه العملية برسم الموسم الدراسي 2014/ 2015، العناية التي ما فتئ جلالته يوليها لقطاع التربية والتكوين عموما، والتعليم المدرسي على وجه الخصوص، على اعتبار أن الأمر يتعلق بعملية وطنية تهدف إلى إعطاء دفعة قوية لتعميم وإلزامية التعليم الأساسي، ضمانا لتكافؤ الفرص ومحاربة للانقطاع عن الدراسة.
ولعل من أبرز إيجابيات مبادرة "مليون محفظة" إسهامها الملحوظ في التقليص من نسبة الهدر المدرسي، والتقدم الكبير المسجل في تعميم التمدرس بالتعليم الابتدائي، وتقليص الفوارق بين الوسطين القروي والحضري، وبين الجنسين، حيث بلغت نسبة التمدرس سنة 2012/ 2013 ما مجموعه 6ر99 بالمائة وطنيا بخصوص الفئة العمرية ما بين 6 و11 سنة، و1ر85 بالمائة بالنسبة للفئة العمرية ما بين 12 و14 سنة.
و بلغت الكلفة الإجمالية لهذه المبادرة برسم الموسم 2014/ 2015 حوالي 360 مليون درهم، فيما يبلغ عدد المستفيدين منها ما مجموعه ثلاثة ملايين و915 ألف تلميذا وتلميذة (من بينهم مليون و88 ألف مستفيدة ومستفيد من محفظة كاملة أي الكتب واللوازم المدرسية).
ويتوزع المستفيدون من هذه العملية، حسب الوسط، إلى 37 بالمائة بالوسط الحضري، و63 بالمائة بالوسط القروي، فيما تبلغ نسبتهم حسب السلك الدراسي 85 بالمائة في السلك الابتدائي و15 بالمائة في السلك الإعدادي.
أما مساهمات الشركاء في هذه المبادرة برسم الموسم الدراسي الحالي فتتوزع بين وزارة الداخلية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (40 مليون درهم)، والمكتب الشريف للفوسفاط (15 مليون درهم)، ومؤسسة العمران (5ر7 مليون درهم) ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين (5 ملايين درهم)، وصندوق الإيداع والتدبير (5 ملايين درهم)، والقرض الفلاحي (5 ملايين درهم)، ووزارة التنمية الاجتماعية والتضامن والأسرة (5ر0 مليون درهم).
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة "مليون محفظة" تشكل جزءا من الدعم الاجتماعي المخصص للموسم الدراسي الحالي والذي رصد له غلاف مالي تفوق قيمته مليارين و113 مليون درهم، يتوزع على المبادرة ، وعلى الدعم المالي المباشر (برنامج تيسير ب 778 مليون درهم)، والنقل المدرسي (34 مليون درهم)، والإطعام المدرسي والداخليات (941 مليون درهم).
وهكذا، تواصل مبادرة "مليون محفظة" مهمتها النبيلة التي رسمها لها جلالة الملك في الخطاب الذي وجهه جلالته للأمة بمناسبة الذكرى ال55 لثورة الملك والشعب، حيث وصفها جلالته بكونها "محطة لتأكيد إرادتنا لتخفيف أعبائها، عن الفئات الأكثر احتياجا، ضمن توجه تضامني، يقوم على دعم البعد الاجتماعي للإصلاحات العميقة، في عدة قطاعات أساسية ذات الصلة المباشرة بالحياة اليومية للمواطن".