أصبحت تونس مفتوحة على عش الدبابير، وفُتحت أبوابها على المجهول، ودخلت التنظيمات المرتبطة بالقاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام الحرب المفتوحة مع الدولة، مع وجود التغطية السياسية لحزب النهضة الإسلامي بزعامة راشد الغنوشي. فالخبر المفجع يفيد أن جنديا تونسيا قُتل في هجوم ليل السبت الأحد في سبيطلة بتونس وتمكنت قوات الأمن من القبض على عشرة مشبوهين أكدت صلتهم بالهجوم ، بحسب ما أفاد بيان لوزارتي الدفاع والداخلية اتهم إسلاميين متطرفين.
وحسب بيان وزارتي الدفاع والداخلية فإن الهجوم وقع حوالي الساعة الحادية عشر ليلا، حيث أطلقت مجموعة إرهابية وصلت على متن سيارة رباعية الدفع النار على جندي الحراسة أمام الثكنة الواقعة في منطقة تشهد مواجهات بين القوات التونسية ومجموعات إسلامية متطرفة، بحسب البيان.
وأضاف البيان انه تم إرسال تعزيزات إلى المكان لكن الجندي محمد الحبيب الشابي قضى متأثرا بجروحه. وتابع البيان "تم توقيف عشرة أشخاص تأكدت صلتهم بالعملية الإرهابية". وتمكن مهاجمون آخرون من الفرار في حين سجلت إصابات بينهم وفق المصدر ذاته الذي تأكد استمرار ملاحقة المهاجمين. كما أصيب في الهجوم مدني يدعى وليد اللومي وأوضح لإذاعة محلية انه كان موضع تثبت من هويته أمام الثكنة حين حصل الهجوم.
من جهة أخرى، حصل تبادل لإطلاق النار في وقت متأخر من الليل لم يسفر عن ضحايا، بين مجموعة مسلحة ورجال يحرسون موقع حيدرة الحدودي المتقدم مع الجزائر على بعد مئة كلم شمال غرب سبيطلة، كما قال مسؤول امني محلي ردا على أسئلة الصحافة. وغالبا ما تشهد هذه المنطقة المتاخمة للحدود الجزائرية مواجهات واشتباكات مع مجموعات إسلامية متطرفة مسلحة.
وتقع جبال الشعانبي وسمامة التي تطارد فيها القوات التونسية منذ سنة ونصف مقاتلين ينتمون إلى القاعدة، غرب سبيطلة وجنوب حيدرة. وتواجه تونس منذ ثورة 2011 تنامي التيار الإسلامي المتطرف. وقتل خمسون جنديا وشرطيا ودركيا في هجمات مجموعات مسلحة منذ 2011.
لكن مما يعتبر من النقط السلبية في مواجهة تنظيم القاعدة والتيارات الجهادية، أن الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة، التي بالكاد تقف على رجليها، تلقى مواجهة من قبل حزب النهضة الإسلامي، الذي يوفر غطاء سياسيا للتيارات الجهادية، وسبق أن تم تسريب فيديو لراشد الغنوشي يحث فيه السلفيين الجهاديين على التريت في الوصول إلى أهدافهم، ويتمسكنوا حتى يتمكنوا، وفي الآونة الأخيرة انتقد تعامل وزارة الداخلية مع الجماعات الإرهابية مهددا بالانسحاب من العملية السياسية والانقلاب على حكومة علي جمعة التقنوقراطي.
إن مشكلة بلدان الربيع العربي هو اختلاط الأوراق، والبروز القوي للتيارات الإسلامية والجهادية، واعتماد الأولى على الثانية كقاعدة تهديد وكقاعدة انتخابية، وأصبحت اليوم التيارات الإسلامية الحزبية تهدد مكونات المجتمع بالتيارات الجهادية. ومن غرائب العمل السياسي في تونس أن يسكت حزب النهضة عن هذه الجريمة.