أبرزت دراسة أنجزها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سانتر أوف ستراتيجيك آند إنترناشيونال ستاديز)، الذي يوجد مقره بواشنطن، خصوصيات الإسلام المغربي كقوة للاستقرار الإقليمي، موضحا أن جوهر المرجعية الدينية للمملكة مستمد من المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، التي تقوم على فضائل الاعتدال والوسطية في كل شيء. وأوضح صاحب هذه الدراسة، حايم مالكة، أن "الخصوصية المغربية في المجال الديني تقوم على أربعة ركائز، تتمثل في الدور المركزي لمؤسسة إمارة المؤمنين التي تضع المغرب في منأى عن أية مزايدات وتأويلات سياسوية للدين، ثم المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية كحصن ضد التطرف، إضافة إلى التصوف الذي يدعو إلى الفضائل الروحية والعمل الإيجابي على أرض الواقع". (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وذكر مالكة، وهو نائب مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بأن المغرب اعتمد، خلال العقد الماضي، على استراتيجية "شاملة" ترتكز على إصلاح الحقل الديني لمواجهة الإيديولوجيات المتطرفة، مشيرا إلى أن المقاربة المغربية كفيلة بأن تشكل مصدر إلهام لبلدان المنطقة التي تريد أن تحصن مجتمعاتها من تأثيرات التيارات المتطرفة العنيفة.
ولاحظ مالكة أن المغرب جعل من تعزيز مبادئ الإسلام المالكي عنصرا رئيسيا في سياسته تجاه أوروبا، ومنطقة الساحل وغرب إفريقيا، مشيرا إلى أن دولا مثل مالي وتونس وليبيا وكوت ديفوار، وغينيا كوناكري، عبروا عن رغبتهم في الاستفادة من خبرة المملكة من أجل تكوين أئمتهم.