أكد مدير مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار هاريس ميهوس، امس الاثنين بالرباط، أن المغرب يشكل أرضية "مهمة" للمقاولات الأمريكية وإفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بفضل استقراره الاقتصادي والسياسي. وقال هاريس إن في مداخلة له في إطار المؤتمر المغربي الأمريكي الثاني لتطوير الأعمال، إن "المغرب ، الذي يحقق معدلات نمو معتبرة، يوفر إمكانات حقيقية للنمو بالنسبة للمستثمرين الأمريكيين، ويشكل أرضية مثالية لضمان اندماجها في إفريقيا".
وأكد المسؤول الامريكي في جلسة حول موضوع "استكشاف المبادرات المشتركة للتنمية الاقتصادية في أفريقيا من خلال مشاريع ملموسة "، انخراط مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار في تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة الأمريكية على الاستثمار في إفريقيا.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي نزار بركة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، المغرب " يمكن أن يشكل قطبا لأفريقيا وللمقاولات الأمريكية"، مضيفا أن الاتفاقات الموقعة مع دول إفريقيا جنوب الصحراء تتيح فرصا للمقاولات المغربية والمقاولات المغربية الأمريكية المشتركة.
وذكر السيد بركة بالمبادرات المشتركة التي أطلقها المغرب والولاياتالمتحدة من أجل إفريقيا، والتي تتمحور بالخصوص حول الأمن الغذائي والطاقات المتجددة، معتبرا أن إحداث تحول في النمو الذي تشهده الدول الإفريقية الصاعدة يمر عبر "المزيد من التكامل الاقتصادي بين البلدان الأفريقية وتطوير القدرة التنافسية المشتركة من أجل استغلال أفضل للفرص المتاحة على الصعيد الدولي".
وأشار في هذا السياق إلى أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي وقع اتفاقا للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدة، وهو الاتفاق الذي يشكل فرصة حقيقية للرفع من حجم الصادرات المغربية.
من جانبه، أكد المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء سعيد إبراهيمي انخراط المغرب من أجل التكامل الاقتصادي للقارة الإفريقية، باعتباره يوفر الربط اللوجستي لنحو 30 بلدا أفريقيا.
وأبرز إبراهيمي القطب المالي للدار البيضاء باعتباره "قطبا يغطي أعمال تجارية متعددة"، يتيح نظاما اقتصاديا شاملا يدعم مجموعات الأعمال، والشركات متعددة الجنسيات المالية وغير المالية.
وأضاف أن القطب يتوخى ضمان اندماج أفضل للمستثمرين الأجانب في السوق المغربي.
من جهته، استعرض المدير العام ل"التجاري وفا بنك"، إسماعيل الدويري الإمكانات التي يتوفر عليها المغرب، وخاصة الموارد البشرية المؤهلة، والاقتصاد المنوع الموجه نحو الخدمات ومناخ أعمال جذاب للمستثمرين الأجانب.
ويأتي المؤتمر المغربي الأمريكي الثاني لتطوير الأعمال، الذي تنظمه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والاتحاد العام لمقاولات المغرب ووزارة الخارجية الأمريكية وغرفة التجارة الأمريكية، إثر المؤتمر الأول الذي تنعقد بواشنطن في دجنبر 2012.
ويشكل هذا المؤتمر مناسبة لرجال الأعمال من البلدين لتبادل وجهات النظر حول السبل الكفيلة بتعزيز المبادلات الاقتصادية.
ويعكس الاهتمام بالبعد الإفريقي في هذا اللقاء السياسة الإفريقية للمغرب التي تعززت بالجولة الأخيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لإفريقيا، وكذا الانخراط الثابت للمملكة من أجل النهوض بتعاون مثمر وتضامن فعال مع الدول الإفريقية.