كتب الموقع الإلكتروني الغاني "غانا نيوز" أن الجولة التي يقوم بها حاليا جلالة الملك محمد السادس في إفريقيا تأتي لتجسد مجددا الانخراط التام للمغرب في تنمية وأمن القارة. واعتبر الموقع أن من شأن الزيارة الملكية أن تفتح آفاقا واسعة لتعزيز انخراط المغرب في قارة حيث تتضاعف الفرص الاقتصادية، رغم التحديات الأمنية التي لا زالت قائمة، مضيفا أن الجولة الملكية تبعث رسالة واضحة للحكومات والشعوب الإفريقية مفادها أن المغرب، الذي يبقى شريكا مهما، مستعد لمواكبة التحولات الجارية على المستويين الاقتصادي والديمغرافي للقارة.
وأشار "غانا نيوز" إلى أنه تم استقبال هذه الجولة بسعادة في إفريقيا، مؤكدا أن عدة ملاحظين أفارقة يعتبرون أن الزيارات المتتالية لجلالة الملك إلى إفريقيا أسفرت عن سياسة إفريقية قوية وفعالة.
وإضافة إلى إرسال مساعدات إنسانية وطبية لعدة بلدان بإفريقيا جنوب الصحراء كانت تعيش أوضاعا صعبة، دعا جلالة الملك ، يضيف الموقع، حكومته والقطاع الخاص المغربي إلى الانخراط بشكل أكثر فاعلية في المنطقة، مؤكدا أن المقاربة الملكية ترجمت من خلال تعزيز الروابط الدبلوماسية والمبادلات التجارية بين المغرب والقارة الإفريقية.
وأشار إلى أن الحكامة والشباب وتقوية دور المرأة تعد محاور مركزية في السياسة الإفريقية للمغرب، موضحا أن الجولة الملكية تأتي في ظل تحولات في قارة تنمو فيها إمكانيات المنافسة بالنسبة للمستثمرين وتحل فيها الشراكات المثمرة محل العلاقات التقليدية للمانحين والمستفيدين.
وبعد أن ذكر بالإنجازات الاقتصادية الملموسة التي حققتها القارة خلال العقد الأخير، أكد الموقع الغاني أن القطاع الخاص المغربي بذل جهودا مهمة لاغتنام فرص الاستثمار في عدة بلدان إفريقية.
وأضاف أن المغرب، من خلال إتاحته لشراكة مربحة للطرفين، فرض نفسه في المنطقة كبلد يعد بعدة امتيازات مقارنة يتعين اغتنامها من قبل الحكومات الإفريقية، مبرزا أن المغرب يضع رهن إشارة شركائه الأفارقة قيمة مضافة في عدة قطاعات من بينها نقل التكنولوجيا والمعرفة والتكوين والانفتاح على الاستثمارات الأجنبية، حيث فرض نفسه كأرضية للاستثمارات.
من جهة أخرى، ركز موقع "غانا نيوز" على الإسهام الكبير الذي يمكن أن تقدمه الوكالات الحكومية المغربية لتحسين مناخ الأعمال في القارةº خاصة من خلال المساعدة التقنية.
وأكد أن زيارات جلالة الملك لإفريقيا تحمل دائما الأمل والتفاؤل لأنها تتيح الفرص وتحقيق النجاحات.
وتعتبر زيارة جلالة الملك، حسب المصدر ذاته، في منطقة تحمل فيها رياح التغيير وعودا ومخاطر أيضا، فرصة لإعادة تأكيد الرابط الوثيق بين المغرب وعمقه الإفريقي، وتأكيد الانخراط التام للمغرب في أمن إفريقيا والتعبير عن عزمه الإسهام في الإقلاع الاقتصادي للقارة، مسجلا أنه منذ اعتلائه العرش سنة 1999، جعل جلالة الملك القارة الإفريقية في صلب السياسة الخارجية للمملكة.
ومنذ اعتلائه العرش التاريخ، يضيف الموقع، توجه جلالة الملك إلى عدة بلدان إفريقية، حيث أطلق مشاريع سوسيواقتصادية تروم النهوض بالتنمية الاجتماعية للأفارقة وأتاح لهم في نفس الوقت فرصا للاستفادة من تجربة المغرب للنهوض باقتصادياتهم.
وأشار الموقع إلى أن المغرب، حسب ما أكدته عدة مؤسسات اقتصادية دولية، يوجد في موقع يجعله أرضية اقتصادية وتجارية للبلدان الإفريقية في اتجاه أوروبا والولايات المتحدة، موضحا أن العلاقات القوية التي تربط المغرب بأوروبا وأمريكا في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية ينبغي استغلالها لخدمة المصالح الاقتصادية والسياسية المتنامية في إفريقيا بشكل أفضل.
وأضاف أن من شأن تحالفا من هذا القبيل أن يؤدي إلى قفزة اقتصادية في المنطقة في الوقت اذي تتضاعف فيه الانشغالات الأمنية في القارة.