وصف رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية السيد محمد بنحمو، اليوم السبت، معالجة السلطات الفرنسية لشكاية بشأن تورط مزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب بأنها "غير مفهومة ومؤسفة"، معتبرا أن هذه القضية "قد تضر" بالعلاقات بين البلدين. وتساءل السيد بنحمو، لدى تعليقه على "الاحتجاج الشديد" الذي عبرت عنه المملكة على إثر هذه القضية، بشأن الدافع وراء خطوة من هذا القبيل وفي هذا التوقيت بالذات ولمصلحة من، خاصة وأن البلدين عززا روابط الاحترام المتبادل والثقة، ونسجا تعاونا متينا لمواجهة التحديات والتهديدات الكبرى على الساحة الدولية. وحرص الجامعي المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على إبراز "محاولات استغلال" و"التشويش" على العلاقات بين الرباط وباريس الصادرة عن بعض الجهات المعادية للوحدة الترابية للمملكة. وأبرز السيد بنحمو على الخصوص التزامن المريب لمباشرة هذه المسطرة مع تواجد وزير الداخلية السيد محمد حصاد بباريس لإجراء مباحثات مع نظرائه الفرنسي والاسباني والبرتغالي بشأن مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي أيضا في وقت يحقق فيه المغرب نجاحات دبلوماسية بارزة بفضل الجولة الملكية بإفريقيا. وتساءل السيد بنحمو "عمن له مصلحة في التشويش على العلاقات بين المغرب وفرنسا، ولأي هدف"، مبرزا رد الفعل القوي للدبلوماسية المغربية الذي جاء "في مستوى خطورة هذا التصرف" تجاه صورة المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون امبركة بوعيدة استدعت، مساء أمس الجمعة إلى مقر الوزارة، سفير فرنسابالرباط شارل فري " لإبلاغه الاحتجاج الشديد للمملكة المغربية على إثر معلومات تهم شكاية ضد المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني حول تورطه المزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب". وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن السيدة بوعيدة أوضحت أن "المغرب يرفض رفضا باتا المسطرة الفجة التي تم اتباعها والمنافية لقواعد الدبلوماسية المعمول بها، وكذا الحالات القضائية التي تم التطرق إليها والتي لا أساس لها". وأكدت الوزيرة المنتدبة أن "هذا الحادث الخطير وغير المسبوق في العلاقات بين البلدين من شأنه المساس بجو الثقة والاحترام المتبادل الذي ساد دائما بين المغرب وفرنسا". وأضاف البلاغ أن المملكة المغربية " تطالب، بإلحاح، بتقديم توضيحات عاجلة ودقيقة بشأن هذه الخطوة غير المقبولة وبتحديد المسؤوليات". وكانت سفارة المغرب بفرنسا قد أعربت أمس عن "استغرابها بشأن عبثية" قضية أوردتها مؤخرا وكالة الأنباء الفرنسية، التي أفادت بأن جمعية تطلب الاستماع إلى المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني بخصوص تورط مزعوم في ممارسة التعذيب بالمغرب. وأبرز المصدر ذاته أنه "في ما يتعلق بالمسطرة ، فإن السرعة الفائقة التي تمت بها معالجة هذه القضية، وطريقة تعميمها إعلاميا، وانتهاك القواعد والممارسات الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا وعدم احترام الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، تثير العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية لهذه القضية ومحركيها الحقيقيين" .