أكد مايكل روبين، الخبير بالمعهد الأمريكي (نافال بوستغرادويت سكولز سانتر فور سيفيل ميليتاري رولاشيونز)، في تحليل نشر على الموقع الإلكتروني لشبكة الأخبار الأمريكية (سي إن إن)، أن تنمية الأقاليم الجنوبية للمغرب توجد في مقدمة أولويات صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999. وذكر روبين بأن "استراتيجية الملك محمد السادس تركزت، منذ اعتلائه عرش البلاد، على التنمية الاقتصادية للأقاليم الجنوبية عبر تخصيص الموارد المالية الضرورية، في إطار استراتيجية أسفرت عن تحسن ملموس لمستوى عيش سكان المنطقة". وسجل أنه بفضل هذه الاستراتيجية "تنكب الحكومة المغربية اليوم على تحقيق التنمية المستدامة، وتطوير السياحة وقطاع الأعمال والتعليم، إلى ذلك من القطاعات الحيوية الأخرى بهذا الجزء من المملكة". ولاحظ مايكل روبين، في هذا السياق، أن المغرب قدم مخطط الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، والذي "يشكل مقترحا تاريخيا وجيها (...) يضمن التوصل إلى حل رابح رابح". غير أنه أشار إلى أنه "بالرغم من أن الدبلوماسيين منكبون حاليا على بحث سبل التوصل إلى حلول توافقية، فإن الحلول المقترحة وفقا لمبدأ رابح رابح لا تنجح إلا إذا انخرطت فيها جميع الأطراف بصدق وحسن نية"، معربا عن أسفه لأن "هذا الأمر لا ينطبق على الجزائر وصنيعتها (البوليساريو)". وبالنسبة لهذا الخبير الأمريكي فإن "الجزائر تعارض مخطط الحكم الذاتي بالصحراء لخشيتها من أن يشكل هذا الحل سابقة على مستوى سياستها الداخلية"، مشيرا إلى أن الجزائر "لا ترى في (البوليساريو) سوى أداة مهمتها خدمة مطامعها للهيمنة في المنطقة". ومن جهة أخرى، حذر روبين من "السطو" على المساعدات الدولية المخصصة لمخيمات تندوف من قبل ميليشيات (البوليساريو)، وهو الوضع الذي يساعد على إقامة تحالف بين الانفصاليين والجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي تمكن من التغلغل، على نطاق واسع، داخل مخيمات تندوف. وفي هذا السياق، انتقد مايكل روبين رفض الجزائر و(البوليساريو) السماح للأمم المتحدة بإجراء إحصاء لساكنة مخيمات تندوف، محذرا من أن "أي موقف يتجاهل الفساد المستشري في هذه المخيمات، والذي لم يعد يرتبط فقط بإهدار المساعدات الدولية، إنما يمثل تهديدا متزايدا للأمن القومي للولايات المتحدة".