وقع اختيار شركة الخطوط الجوية الفرنسية على المغرب للاحتفاء بذكرى مرور ثمانين سنة على ميلادها، الذي صادف تاريخ سابع أكتوبر 1933. وأكد عزيز الرباح وزير التجهيز والنقل واللوجستيك اليوم الاثنين في حفل أقيم بالمناسبة بمطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء أن هذا الاختيار نابع من عمق العلاقة التاريخية المتينة التي تجمع بين المغرب وفرنسا. وأبرز أن قيادة شركة الخطوط الجوية الفرنسية اتخذت هذا القرار على اعتبار المغرب شريك استراتيجي لفرنسا ولشركة الخطوط الجوية الفرنسية فضلا عن مستوى العلاقات المتطورة التي تربط هذه الاخيرة بشركة الخطوط الملكية المغربية خاصة في ما يتعلق بصيانة الطائرات وكذا في مجال الخدمات من خلال شركة "سيرفور" التابعة لها. وقال أن المباحثات التي أجراها مع الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الفرنسية، الذي حل اليوم بمطار الدارالبيضاء على رأس وفد هام، أظهرت رغبة أكيدة في تطوير العلاقات بين الشركتين في ظل التحولات التي يشهدها القطاع حيث تمكنت شركات طيران منخفضة التكلفة من غزو العالم محل شركات كبرى انهارت وفقدت مكانتها. وفي هذا السياق، تساءل الوزير حول إمكانية الموازاة بين دمقرطة النقل الجوي من خلال شركات نقل منخفضة التكلفة وما بين النقل الجوي الذي تتصل به سلسلة من الصناعات والقطاعات المتعددة. وأشار، في هذا الشأن، إلى أن الوزارة ستعرض قريبا الاستراتيجية التي سيعتمدها المغرب في مجال النقل الجوي، حيث يراهن من خلالها على مختلف المجالات المتعلقة بهذا القطاع لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشركات ذات الصيت العالمي. ومن جهته، أعرب السيد فريدريك غاجيي الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الفرنسية عن ابتهاجه لإشراك المغاربة في الاحتفال بهذه الذكرى التي تشكل حلقة مهمة من تاريخ فرنسا، وذلك استحضارا لأول رحلة تقوم بها شركة "آير فرانس" للدار البيضاء في 1933 وترسيخا للعلاقة القوية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى أن المغرب وفرنسا استطاعا تمتين هذه الروابط من خلال خلقهما لفضاء اوسع للمبادلات خاصة الاقتصادية منها والسياحية فضلا عن الدور الذي يضطلع به افراد الجالية المغربية المقيمون بالديار الفرنسية لعقود من الزمن. كما اشاد من جهة اخرى بالقفزة النوعية التي يشهدها المغرب في مجال صناعة الطيران حيث اضحى شريكا متميزا لدى العديد من الشركات الكبرى الاوربية والفرنسية المتخصصة في مجال بناء الطائرات وباقي الصناعات المرتبطة بها.