قال محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، اليوم السبت في قلعة السراغنة، إن "المغاربة ظلوا منذ فجر الإسلام يحفون حفظة القرءان وأهله بكل مظاهر التبجيل والتوقير، ويحيطون كتاب الله بسياج من العناية عظيم". وأبرز يسف، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه في افتتاح ندوة ينظمها المجلس العلمي المحلي بحضور علماء يمثلون مختلف جهات المملكة، أن هذه السنة الحميدة استمرت على مر العصور وبلغت أوجها في عهد أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس رئيس المجلس العلمي الأعلى، بإحداث مجموعة من الآليات والوسائل لخدمة كتاب الله وضمان رسوخ الاشتغال به وتقوية ارتباط مختلف شرائح المجتمع بتعاليمه وآدابه. وأورد السيد يسف في هذه الندوة، التي تنظم في موضوع "جهود السراغنة في خدمة القرءان الكريم" تحت شعار "قلعة السراغنة، قلعة العلماء والأولياء والأسخياء"، نماذج إحداث إذاعة خاصة بالقرءان الكريم احتلت الصدارة خلال المواسم الأخيرة باستقطابها لأكبر عدد من المستمعين، وقناة محمد السادس الخاصة بالقرءان الكريم، وإحداث جوائز وطنية ودولية لحفظ القرءان وترتيله وإبراز مكانته وإعجازه وبيانه، إلى جانب العناية بكتاب الله تسجيلا وطبعا ونشرا وتوزيعا والتي تعززت مؤخرا بإحداث معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرءانية إيمانا من جلالته بسمو تعاليم الدين الإسلامي الداعية إلى إعمال العقل والفكر وطلب العلم. وارتباطا بهذه التوجهات السامية، أكدت كلمة الأستاذ محمد يسف أن المجلس العلمي الأعلى بادر إلى إنشاء مدارس خاصة لحفظ كتاب الله ومدارسته وتنظيم حلقات تحفيظ القرءان للنساء والرجال والشباب والأطفال داخل المساجد وخارجها، وأضحى عددها يناهز 1350 حلقة يرتادها نحو 64 ألف مستفيد ومستفيدة حاليا. وألقى كل من عامل الإقليم محمد نجيب بن الشيخ وحسن العدوي رئيس المجلس العلمي المحلي كلمة ذكرا فيهما بإسهامات علماء السراغنة وفقهائها عبر التاريخ في خدمة القرءان الكريم والنهل من معينه والتحلي بآدابه وتعاليمه وذلك من خلال الزوايا والمدارس العتيقة المنتشرة في كافة أنحائه والتي لا زالت مفتوحة ومستمرة في القيام بدورها الديني والتربوي شاهدة على الأمجاد والعلماء الأفذاذ الذين عمت شهرتهم الأفاق. وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تم توزيع عدد من الجوائز النقدية والكتب والمؤلفات الدينية على المتفوقين في المدارس العتيقة والكتاتيب القرءانية ومراكز التحفيظ القرءاني والمتفوقين في مادة التربية الإسلامية بالثانويات التأهيلية. وتوبعت بعدها أشغال الندوة، التي تستمر يومين، بإلقاء عروض قيمة تناولت الإشعاع العلمي والصوفي لعلماء السراغنة (أحمد بوكاري) والشيخ الرحالي الفاروقي وجهوده في الإصلاح الاجتماعي (أحمد متفكر) وعناية علماء السراغنة بالقرءان وعلومه تدريسا وتأليفا (محمد عز الدين المعيار) واهتمام الساكنة الإقليمية بتشييد أماكن العبادة (محمد لمعاطة) والكتاتيب والمؤسسات المهتمة بتحفيظ القرءان بإقليم قلعة السراغنة . وعلى هامش الندوة، من المقرر أن يلقي 15 رئيسا للمجالس العلمية المشاركة دروسا ومحاضرات بمساجد الإقليم اليوم ما بين العشاءين حيث ستشمل مساجد بلديات قلعة السراغنة والعطاوية وتملالت تتناول جملة من القضايا المرتبطة بالعبادات والمعاملات وعمارة المساجد والتربية على أصول الدين وتفسير القرءان الكريم.