في الوقت الذي يحرص فيه بنكيران على تلميع صورة حكومته الجديدة، عبر تنظيمه للقاء تواصلي متفق عليه مع قناتي الاولى و2M ، تستمر معاناة المواطنين المغاربة مع أسعار المواد الغذائية التي ارتفعت بشكل مهول مع اقتراب عيد الاضحى.. وهكذا وجد المواطنون انفسهم في مواجهة نارين، فهم مطالبون بتوفير كبش العيد تحت تأكيد السنة وضغط الأبناء والجيران، رغم انه "دار الكرون" كما يقول المغاربة، بفعل الارتفاع الصاروخي وتدخل السماسرة والوسطاء في عملية البيع في استغلال بشع لهذه المناسبة رغم انخفاض ثمن الأعلاف، كما انهم يواجهون نيرانا أخرى تلتهم جيوبهم بفعل ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية والاسماك ولحم الدجاج والخضر..
وفي هذا الاطار سجلت زيادات مهولة في أسعار جل المواد الغذائية، وهو ما أثقل كاهل الأسر المغلوبة على امرها، والتي ما زالت تقاتل من أجل توفير ثمن شراء الأضحية.
وهكذا تفاجأ المواطنون بالارتفاع الصاروخي للأسعار في أسواق جل المدن المغربية، إذ أن ثمن الطماطم وصل بأسواق البيضاء إلى 8 دراهم للكيلوغرام، والقوق إلى 20 درهما، فيما بلغ سعر البطاطس، الأكثر استهلاكا من طرف المغاربة ، إلى 12 درهما للكيلوغرام، والحامض 12 درهما، وبلغ ثمن الجزر 8 دراهم، وقفزت "اللوبيا" إلى 16 درهما للكيلوغرام...
وإذا كانت ثمن الكيلوغرام من الدجاج الرومي يتراوح ما بين 17 و 20 درهما، فإن الاسعار في سوق السمك، صدمت المستهلكين بالنظر إلى الأرقام الفلكية التي يتم تداولها داخل هذا الفضاء، الذي يكثر الاقبال عليه مع اقتراب عيد الاضحى...
ووصلت اسعار السمك إلى 150 درهما للكيلوغرام الواحد من الصول فيما تراوح سعر الميرنا ما بين 100 و110 دراهم، في حين بلغ ثمن السردين 25 درهما للكيلوغرام الواحد..
واقع اسواق الاسماك تصيب اكثر بالصدمة وتثير الكثير من الاسئلة عن مسؤولية الحكومة في هذه الزيادات، وذلك بعد اطلاعنا على الاسعار بأسواق الرباط حيث ثمن الكيلوغرام الواحد من الميرنة يصل إلى 150 درهم و الصول درهم 150 والسردين 40 درهم.. فيما حطمت بعض المواد ارقاما قياسية حيث وصلت البصل 7 دراهم (ولم يعد المثل المغربي القائل "ما كا يسوى حتى بصلة" يسري في هذه الايام) وقفز الدجاج إلى 25 درهما للكيلوغرام.. اما الفواكه فحدث ولا حرج، إذ ان كيلوغراما من التفاح وصل إلى 30 درهما فيما الاجاص استقر في 35 درهم و الموز صعد إلى 20 والعنب إلى 15 درهما، أما البرتقال فوصل إلى حدود 20 درهم..
ويستغل تجار السمك وباقي المواد الغذائية فرصة اقتراب عيد الاضحى وغياب المراقبة اللازمة، للرفع من اثمنة سلعهم في غفلة عن المسؤولين وضدا على كلام بنكيران وتطميناته التي لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث تبقى التصريحات التلفزية في واد والواقع المعاش الذي يكتوي به المواطنون في واد آخر..