قال رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران ان على سعد الدين العثماني أن يغادر وزارة الخارجية والتعاون مرفوع الرأس. جاء ذلك في تصريح صحفي لرئيس الحكومة اليوم الاربعاء، خلال الندوة الفكرية التي اقيمت حول المناصفة بمدينة العرفان بالرباط، والتي أكد فيها بنكيران أنه ضحى بزميله في الحزب سعد الدين العثماني لحساب التجمع الوطني للأحرار..
وقد افضت الولادة العسيرة لحكومة بنكيران الثانية، التي بدأت ملامح مولودها تتضح أخيرا، عن ارتفاع عدد أعضاء الحكومة ليصل إلى رقم قياسي، كما انها تضم من اعتبرهم حزب العدالة والتنمية بالأمس القريب "فاسدين"، ليُسمح لهم بمشاركة بنكيران اليوم في تدبير الشؤون العامة. .
وعلم من مصادر خاصة أن مكونات الأغلبية الجديدة أنهت أخيرا مفاوضاتها العسيرة في شأن تشكيل الطبعة الثانية من حكومة بنكيران، والتي استغرقت فترة تجاوزت 3 أشهر.
وقالت ذات المصادر الوثيقة، وفقا لما اوردته جريدة العلم، أن التشكيلة أصبحت جاهزة وسيتم تنصيبها قبل الدخول البرلماني الذي سيكون بعد غد الجمعة. ومن غير المستبعد أن يتم التنصيب غدا الخميس إذا لم يكن قد يتم مساء اليوم الأربعاء.
وأفادت هذه المصادر، تقول الجريدة، أن عدد الوزراء في حكومة بنكيران الثانية قد زاد عما كان عليه في حكومة بنكيران الأولى مما يعني أن تلبية طلبات مكونات الأغلبية خصوصا للحزب الأغلبي كانت أهم من الشعار الذي كان بنكيران قد رفعه سابقا المتعلق بتقليص عدد الوزراء وأن المغرب لا يحتاج إلى حكومة بعدد كبير جدا من الوزراء.
ولم تتسرب أخبار عن طبيعة التشكيلة، تضيف الجريدة، وإن كانت قد راجت أخبار بقوة تفيد أن عبد الإلاه بنكيران قدم الدكتور سعد الدين العثماني قربانا لنجاح مفاوضاته مع الذين كان ينعتهم بالأمس القريب بالفاسدين، وهو ما اكده رئيس الحكومة اليوم بمدينة العرفان، بمناسبة اليوم الوطني للمرأة.
وقالت ذات المصادر إن أسباب تأخر إعلان هذه التشكيلة كانت كثيرة منها إصرار بنكيران على بقاء رجله (الأزمي) في وزارة المالية مكلف بالميزانية، ثانيا دفاعه المستميت عن حليفه الشيوعي حزب التقدم والاشتراكية الذي كانت له خلال هذه المفاوضات صعوبات داخلية في إدارة تلك المرحلة، ثالثا: التكتم الكبير الذي أحكم به بنكيران قبضته على سير المفاوضات حول تشكيل الحكومة بحيث أنه باستثناء رؤساء أحزاب الأغلبية الجديدة فإن باقي أعضاء قيادات أحزاب الأغلبية كانت تتابع سير المفاوضات من خلال الشائعات الكثيرة التي كانت تشتغل بها الصحافة خلال تلك الفترة.
وأفادت مصادر حزبية من الأغلبية، تختم الجريدة، أن قياداتها لم تكن تبلغها بما يحدث بل كانت في بعض الأحيان تمارس الكذب.