تواصلت اليوم السبت بشفشاون فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث بنفحات إبداعية تألق في نسجها أبرز الشعراء المغاربة والأجانب. فقد استمتع عشاق الشعر المقفى مساء اليوم بفضاء دار الثقافة بشفشاون، خلال الجلسة الشعرية الرابعة، بإبداعات وقصائد جميلة للشعراء الزبير الخياط وأحمد بنميمون وجمال أزغاريد وومحمد بن يعقوب ووعبد الجواد الخنيفي وعلية البزاز من العراق وعبد اللطيف الوراري وعزيز الحاكم ونورد الدين مخطط ومحمد عابد، ومن تونس فاطمة بن محمود ومحمد شكري ميعادي ومديحة جمال. وكان ضيوف المهرجان أيضا على موعد صباح اليوم مع الجلسة الشعرية الثالثة بدار الثقافة بشفشاون، شارك فيها كل من محمد عنيبة الحمري ومخلص الصغير وحميد زيد وعبد الحق بن رحمون وبوجمعة اشفري. وقد قدم الشعراء في الجلستين قصائد شابهت بينها الإيحاءات الشعرية والنظم الجميلة، فيما اختلفت تعابيرها بين الأمل والآلام وحب الطبيعة وحب النصف الثاني وقضايا الحق والحرية، وبين الحالة النفسية الذاتية، التي تعج بالانفعالات والتطلعات والأماني والشوق إلى واقع آخر بأساليب مجزت أحيانا بين الجدية والهزل والتعبير المباشر الذي لا يستنبط شيئا من مكنونات البلاغة. وسبق أطوار الجلسة الشعرية لنهار أمس الجمعة ندوة نقدية فكرية حول موضوع "القصيدة المغربية.. إلى أين¿"، نشطها النقاد والأدباء والإعلاميون نجيب العوفي وبنعيسى بوحمالة ونبيل منصر ويوسف ناوري وخالد بلقاسم وعبد اللطيف الوراري ونور الدين محقق ومحمد المسعودي. وتناولت الندوة الفكرية واقع القصيدة المغربية والإبداع الشعري في كل تجلياته وأسراره وتفاصيل قلقه، كما سلط المشاركون الضوء بإسهاب على جمالية الإبداع الشعري المغربي من منطلق نقدي تحليلي لامس خبايا القصيدة المغربية على مستوى المضمون والشكل والرسالة الإبداعية المتوخى ايصالها، في ظل "تحولات قيمية عميقة" يشهدها ليس المغرب فقط بل وباقي الدول العربية. ورأى المتدخلون عامة أن القصيدة في بعديها الجمالي و"التنويري الثقافي" منصهرة ليس فقط في انشغالات الذات، بل وفي كل مناحي الحياة المتعددة، بدءا من الظروف الاجتماعية وإلى أدق الاهتمامات الجمالية والفكرية والسياسية. وبموازاة مع كل القراءات الشعرية استمتع الحاضرون بمقاطع موسيقية بديعة قدمها كل من الفنانة سعاد أنقار العازفة على آلة البيانو والفنان الصاعد المهتم بالموسيقى الأندلسية أنس بلهاشمي. واعتبر السيد عبد الحق بن رحون الكاتب العام لجمعية أصدقاء المعتمد، المنظمة للمهرجان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الابداعات الشعرية المقدمة خلال المهرجان "تنتصر لكل قيم الحب والأخوة والإبداع، وهو ما يتماشى مع أهداف المهرجان الذي يراهن على انتصار الكلمة والجمال والحرية والسلام بين كل الثقافات، وفسح المجال للخيال والإبداع في شتى تجلياته ليلقي بدلوه في واقع فاعل ومتحرك، فوق سماء الخيال وحرقة الأسئلة".