اصيبت النائبة البرلمانية فاطمة تاباعمرانت بإحباط كبير داخل البرلمان، اليوم الاثنين، وذلك على إثر سحب سؤال شفوي كانت تنوي طرحه بالامازيغية. وفوجئت البرلمانية فاطمة شاعو بسحب سؤالها من طرف رئيس فريق الاحرار، الذي تنتمي غليه الفنانة، ما دفعها إلى مغادرة الجلسة وهي تذرف الدموع.
وفي تصريح لجريدة تليكسبريس قالت الفنانة الامازيغية اننا سئمنا من الانتظار ومن الاعذار التي تقول بانعدام وسائل الترجمة، مشيرة إلى ان الذي يجب ان توفر له الترجمة هو من يتحدث بالعربية الفصحى التي لا يفهمها ملايين الامازيغ، وهددت بتقديم استقالتها من الحزب، فيما يتواصل إقناعها بالعدول عن ذلك من طرف بعض البرلمانيين.
وقالت البرلمانية في ذات التصريح " اتعجب من الذين يتكلمون للشعب بغير لغته منذ الاستقلال، وهم يعرفون ان هذا الشعب لا يفقه شئا مما يقال له"، مضيفة ان الامازيغ قد سئموا من الوعود الكاذبة، مصرة على الحديث بالامازيغية لأن ذلك لا يستدعي وسائل ترجمة بل الذي يحتاج لذلك هو من يتكلم بلغة لا يفهمها الشعب".. ويأتي سحب سؤال تاباعمرانت، حسب بعض المصادر داخل الحزب، تلبية لضغوطات بعض الاطراف، عقب الزوبعة التي خلفتها محاضرة عصيد الاخيرة التي رد عليها بعض السلفيين وبعض التنظيمات الاسلامية بوصف عصيد بعدو الله واتهامه بالردة وتأليب المواطنين ضده، وهي العملية التي ساندها الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية من خلال خرجات بولوز، وكذا بعض أئمة المساجد المحسوبين على التيار السلفي والذين كفروا عصيد خلال خطب الجمعة الماضية..
وبخصوص الزوبعة التي اقامها السلفيون حول افكار عصيد قالت فاطمة شاعو "من حق عصيد ان يكون علمانيا ومسلما في آن واحد، فالعلمانية ليست هي الالحاد ولا الكفر، وقد ترعرع عصيد في منزل مفعم بالايمان واسرته معروفة بالايمان ولا يمكن ان يشك احد في اسلامه ولا في إسلام اهله وذويه، إن ما يتعرض له عصيد ينم عن جهل بالدين" تم ان الايمان، تضيف تابعمرانت، "شأن بين المخلوق وخالقه، وكل تدخل في مسالة العبادة وعلاقة الرب بمخلوقه هو شرك بالله، فالله هو الذي يعلم ما بالقلوب والضمائر وهو الذي يعلم بالسرائر وهو الذي سيحاسب كل واحد عن اعماله"..
وقالت الفنانة ان "الامازيغ لم يسبق لهم ان انفجروا ولا يدخل الانفجار في ثقافتهم، وهم متدينون منذ الازل وعندما اسلموا حافظوا على ثقافتهم وأخلاقهم وتبنوا اسلاما وسطا لا يقبل بالتعصب ويرفض ثقافة الانفجار والتكفير التي يواجه بها اليوم احمد عصيد"..