أبرز خبراء أمريكيون٬ أمس الثلاثاء٬ أهمية المغرب بالنسبة للمصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة بشمال إفريقيا والمنطقة العربية الإسلامية٬ وكذا القيم التي يتقاسمها البلدان٬ والمعززة باتفاقية صداقة تعود إلى 225 سنة٬ والتي تمثل حجر الزاوية لعلاقات ثنائية تقوم على "الفهم المتبادل للأولويات". وقال أنطوني كورديسمان٬ الخبير في القضايا الأمنية والاستراتيجية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية٬ إحدى أهم مجموعات التفكير الأمريكيةبواشنطن٬ إنه "بغض النظر عن الموقع الجيو استراتيجي المتفرد للمملكة على البحر الأبيض المتوسط٬ ودورها كقوة معتدلة بالمنطقة٬ ظل المغرب على الدوام حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة بشمال إفريقيا".
واعتبر كورديسمان٬ وهو صاحب العديد من المراجع حول القضايا الاستراتيجية التي تهم السياسة الخارجية الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)٬ أن هذه الأهمية الاستراتيجية أكثر من أساسية سواء بالنسبة للولايات المتحدة أو منطقة المغرب العربي والساحل٬ التي "أصبحت تشكل مصدر قلق كبير للإدارة الأمريكية بسبب تنامي الإرهاب وتهريب المخدرات والبشر".
ومن جهته٬ أكد بيتر فام٬ مدير مركز ميكاييل أنصاري لإفريقيا٬ التابع لمجموعة التفكير الأمريكية أطلانتيك كاونسيل٬ أن جودة ومتانة العلاقات الاستثنائية والتاريخية المغربية الأمريكية "تنتصر على الاختلافات العرضية في وجهات النظر".
وذكر٬ في هذا السياق٬ بمعاهدة الصداقة الموقعة بين المغرب والولاياتالمتحدة والتي تعود إلى أزيد من 225 سنة٬ مشيرا إلى أن "الأمر يتعلق بأقدم معاهدة تبرمها الولاياتالمتحدة في تاريخها مع بلد أجنبي٬ ولم تتوقف منذ ذلك الحين".
ولاحظ هذا الخبير الأمريكي في الشؤون الإفريقية أن "البلدين يتقاسمان العديد من القيم٬ وتجمعهما مصالح مشتركة تنطلق من الأمن الإقليمي٬ مرورا بمكافحة الإرهاب بمنطقة المغرب العربي والساحل٬ ووصولا إلى دعم التنمية الاقتصادية والإصلاحات السياسية والاجتماعية التي انخرطت فيها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ وكذا والده جلالة الملك الراحل الحسن الثاني".
وأشار إلى أن المغرب ظل ملجأ لحماية الأقليات وحرية المعتقدات٬ كما يدل على ذلك دستوره الجديد الذي خضع لاستفتاء شعبي في فاتح يوليوز 2011٬ والذي يعترف بالطابع المتعدد للهوية المغربية وروافدها العربية والحسانية والأمازيغية والعبرية والأندلسية والإفريقية.