وأنت تلج لا عب المنتخب الوطني السابق عزيز بودربالة لا سيء يوحي لك بأنك في منزل لاعب لكرة القدم أنهك دفاعات كل الفرق والمنتخبات التي واجهها، وصال وجال في العديد من الملاعب الوطنية والعالمية، إلى درجة اختار معها المتتبعون للشأن الكروي بالمغرب إطلاق لقب شوارع المراوغة عليه، وأسماه المصريون ب" عندليب الكرة". على جدران منزل بودربالة علقت العديد من اللوحات التشكيلية، وخصصت إحدى غرفه لوضع الة البانيو، والتي بدا جليا أنه يحرص على الاهتمام بها بشكل جيد، إلى جانب الة العودة و "الغيتار". نشأ عزيز بودربالة بين دروب أحياء المدينة القديمة بمدينة الدارالبيضاء، وسط عائلة عشقت الفن الجميل، وكسائر أفراد الموسيقية، ليلتحق فيما بعد بأحد معاهد الموسيقى ممنيا نفسه بأن يصبح في يوم من الأيام من كبار أهل الفن أو عازفي آلة العود. صدفة خير من ألف ميعاد لم يحلم بودربالة يوما بأن يحترف لعب كرة القدم، رغم الموهبة التي مي ميزته عن باقي أبناء حيه، إذ لطالما نظر إلى الكرة كهواية للترويج عن النفس، قبل أن يشير عليه اللاعب السابق لفريق الرجاء الرياضي البشير بالالتحاق بشباب الفريق الأخضر، رغم علمه بعشقه، وكغالبية أ[ناء المدينة القديمة، للوداد، مقنعا إياه بأن لا فرق بين، اللعب للفريق الأحمر أو الأخضر، التحق بودربالة بالرجاء، وتدرب رفقة شبانه لأسبوع كامل، شد من خلاله انتباه مؤطريه، قبل أن يصل خبر تدربه رفقة الفريق الأخضر إلى بعض محبي الوداد، الذين تحركوا على وجه السرعة وغيروا وجهته نحو الفريق الأحمر، حيث أهلته مؤهلاته التقنية للالتحاق وبسرعة بالفريق الأول، رفقة نجوم أثثوا فضاء البطولة الوطنية انذاك، مثل عبد المجيد سحيته وعبد الرحيم صابر، وأشرف على تدريبهم حينها الرجلان مصطفى البطاش ومحمد الخلفي. تحايل في بداية المسار خاض بودربالة أول مبادرة له بقميص الوداد ضد الرجاء الرياضي في إطار بطولة الأمل، برخصة لاعب اخر يحمل اسم عبد الهادي الإدريسي، فوق أرضية ملعب" ستاد فيليب" (العربي بن مبارك حاليا). يقول بودربالة إن كثرة المساطر الإدارية، وتأخر الحصول على رخص من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، دفع مسؤولي الوداد حينها، ومثل العديد من فرق البطولة الوطنية، إلى اللجوء إلى هذه الحيلة حتى يتسنى لهم الاستفادة من خدماته، مضيفا أنه ستتم المناداة عليه فيما بعد لصفوف الفريق الوطني، سواء للشباب والذي أشرف على تدريبه انذاك حسن أقصبي، أو المنتخب الوطني للكبار تحت قيادة الراحل محمد العماري، باسم اللاعب عبد الهادي الإدريسي، قبل توصله برخصة تحمل اسمه الحقيقي بتدخل من العماري ليخوض أول مباراة له مع الأسود ضد منتخب الاتحاد السوفياتي، بمدينة المحمدية، في مباراة شهدت تألقه بعد تسجيله الهدف الوحيد، والذي أهدى الفوز للمنتخب الوطني. تألق بودربالة مع الوداد والمنتخب الوطني قاده بعد سنوات لشد انتباه كبار الفرق الإيطالية، كإنتر ميلان، الذي سعى إلى التعاقد معه، حيث قضى رفقته ثلاثة أسابيع دون خوض أي لقاء بسبب الأصالة التي ألمت به، فنصحه طبيب الفريق بعدم المخاطر ولعب مباراة نهاية كأس إيطاليا أمام بينارول، بسبب سوء أحوال الطقس، وتخوفه من تعرضه لمضاعفات خطيرة من شأنها أن تنهي مسيرته الكروية مبكرا. بودربالة الفنان تعلق بودربالة منذ صغره بالفن، لأنه ترعرع وسط عائلة عاشقة للموسيقى، مما دفعه للالتحاق بأحد المعاهد الموسيقية إسوة بأخيه الأكبر، في فترة شهدت اجتياحا من طرف مجموعات الغناء الشعبية، مثل جيل جيلالة وناس الغيون والمشاهب، غضافة على الموسيقى الكلاسيكية الشرقية أو العصرية المغربية، إلا أنه، وعلى النقيض من أبناء جيله، أعجب بموسيقى الإخوة ميكري كثيرا في فترة اعتبر الكل لونهم الغنائي غريبا قبل نجاحهم في إثبات ذاتهم. وقد برز بودربالة خلال السنة الماضية بطلا المسلسل المغربي "الفرقة" الذي أدى خلاله دور البطولة إلى جانب ممثلين مغاربة مرموقين، نجح من خلاله في تجسيد الدور الذي طلب منه على أحسن وجه، رغم الصعوبات التي واجهته خلال أول تجربة له، ما دفع العديد من المخرجين والمنتجين لترشيحه للمشاركة في أعمال سينمائية رفض المشاركة فيها بسبب عدم تلاؤم شخصيته والأدوار التي سيقوم بتمثيلها. وقد أنهى بودربالة أخيرا كتابة سيناريو مسلسل، رفقة أحد الشبان المغاربة، بعنوان "دفء الحياة"، وتدور غالبية مشاهده في مستشفى في يحكي قصة غرامية بين شابين في إطار عمل سينمائي درامي رومانسي. بودربالة والتدريب أقتن اسم عزيز بودربالة، في مجال التدريب، بتجربة القدم الذهبي، التي انتجتها القناة الأولى أواسط العقد الجاري، والمنتخب الوطني خلال الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم 2006، إضافة إلى اشتغاله مديرا تقنيا بفريق الوداد الرياضي. واختار بودربالة، الحاصل على شهادة التدريب الدرجة الأولى بسويسرا، مقاطعة مهنة التدريب بسبب ما أسماه الإكراهات التي تواجه رجالها أثناء قيامهم بمهامهم، رغم توصله بعروض العديد من الفرق الوطنية الراغبة في التعاقد معه، إذ تعرض بدوره للعديد من التشويش خلال عمله رفقة الوداد. بودربالة السياسي اسم عزيز بودربالة صار لصيقا في الميدان السياسي بحزب الأًصالة والمعاصرة، بعد أن تناقلت وسائل الإعلام الوطنية صوره، وبعض نجوم الرياضة الوطنية، إلى جانب مسؤولي الحزب، من بينهم فؤاد عالي الهمة. رغم كل ذلك ينفي بودربالة بشدة حصوله على صفة عضو بحزب " البام" أو نيته للترشيح في يوم من الأيام لمنصب برلماني أو نيل منصب إداري، مضيفا ان مشاركة في الحملة الانتخابية التي قام بها الحزب في إقليم شيشاوة تدخل فقط في إطار العلاقة الطيبة التي تربطه بقياديي الحزب. ورغبته في مساعدتهم، ويعتبر بودربالة أن الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة، الهدف منها تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية بالمغرب، بما أن الأحزاب السياسية خرجت من رحم الشعب، وارتباط الرياضة بأسماء سياسية كبيرة، مثل عبد الرحمان بوعبيد، داعيا نجوم الرياضة وعموم المواطنين المغاربة إلى الانخراط في العمل السياسي والجمعوي.