دعا محمد الوفا، وزيرة التربية الوطنية، عبر مذكرة وزارية كافة مؤسسات التعليم الخاص إلى إدماج تدريس اللغة الأمازيغية ضمن المواد المقررة، وذلك في محاولة لرفع تحدي رهانه بخصوص توسيع هامش المستفيدين من تعلم اللغة الأمازيغية، إلى مليون تلميذ على المدى القصير.
وطالبت المذكرة الوزارية مسؤولي القطاع الخاص، بتدريس اللغة الأمازيغية أفقيا وعموديا، ولجميع المستوايات التعليمية، وهو المطلب الذي خلصت إليه الوزارة عقب اليوم الدراسي الذي نظمته مؤخرا كما انه يتماشى والمطالب المرفوعة من طرف الحركة الامازيغية وكذا توصيات المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بخصوص تدريس الامازيغية .
ويستبعد البعض أن تلقى مذكرة الوزارة ترحيبا من قبل مالكي مؤسسات التعليم الخاص، وذلك بالنظر إلى الصعوبات التي يطرحها تدريس الأمازيغية، على خلفية عدم جاهزية هذه المؤسسات لتدريسها، وندرة الموارد البشرية المؤهلة للقيام بهذه المهام، وكذا غياب تكوينات بيداغوجية لفائدة المؤطرين، إضافة إلى الصعوبات التي يتخبط فيها القطاع الخاص هذه السن. على خلفية منع أساتذة القطاع العام بمزاولة التدريس بالقطاع الخاص.
وتتحجج مؤسسات التعليم الخصوصي، في رفضها العمل بهذه المذكرة، بالحصيلة الهزيلة للقطاع العام في مجال إدماج الأمازيغية كمادة تعليمية داخل المقررات التربوية، علما أن هذا القطاع يتوفر على مراكز للتكوين، ويفترض فيه أن يكون المجال الخصب لإدماج اللغة الأمازيغية، وهو ما لم بتحقق إلى حد الآن.
وينشغل أرباب المؤسسات التعليمية الخصوصية، حسب بعض المصادر، بردود فعل آباء التلاميذ، الذين لا ينحدرون من أصول أمازيغية، أو لديهم مواقف عدمية من اللغة والثقافة الامازيغيتين والذين من المحتمل أن يشكلوا معارضة لهذا القرار لعدم استحسانهم إضافة لغة تدريس أخرى لأبنائهم.
ويرى البعض أن تعاطي وزارة التربية الوطنية مع تدريس الأمازيغية، كأحد أبرز تجليات تفعيل مقتضيات الدستور الجديد في الجانب التربوي، لم يرق إلى حد الآن إلى المستوى المطلوب، ذلك أن الوزارة لم تحدث أبوابا مالية لتخصيص اعتمادات لهذا الجانب، بهدف تمويل شراء الكتب الأمازيغية، وتكوين الموارد البشرية، واعتمادات مالية أخرى يتطلبها إدماج اللغة الأمازيغية بشكل قوي داخل النظام التربوي.
كما يجري الحديث من طرف البعض الآخر عن إضعاف وزارة التربية الوطنية لمشروع إدماج اللغة الأمازيغية، من خلال عدم اعتبارها مادة أساسية خاضعة لنظام التقويم والاختبارات، واحتساب نقطة المادة، وذلك بغية تقوية حافز المتعلمين وحرصهم على إعطاء الاهتمام لهذه المادة، بحيث أن مذكرة الوفا لا تعدو أن تكون دغدغة لمشاعر الأمازيغيين، وخطوة استباقية من الوزارة لتفادي سهام نقد التيار الأمازيغي، يضيف بعض المهتمين بالشأن الامازيغي.
من جهة أخرى بعث الوفا مراسلة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين يدعوهم فيها إلى الحرص على تتبع عملية تدريس اللغة الامازيغية بمؤسسات التعليم الخصوصي، وطالبهم في ذات المراسلة بحثّ مديري هذه المؤسسات على إعداد خريطة مدرسية لتسريع وتيرة تعميم تدريس اللغة الامازيغية عموديا لتشمل جميع مستويات سلك التعليم الابتدائي.
وفي هذا السياق، دعا الوفا مديري الأكاديميات إلى موافاة الخلية المركزية للارتقاء بتدريس اللغة الأمازيغية بالإجراءات المتخذة في هذا الصدد، وكذا بالمعطيات الخاصة بتدريس الأمازيغية خلال الموسم الدراسي الحالي 2012-2013.