اختارت الكنيسة القبطية في مصر أمس الأحد بابا جديدا لها وهو الأنبا تواضروس خلفا للبابا شنودة الثالث.
وتمت طريقة الاختيار وفقا لنظام وضع عام 1957 والذي ينص على إجراء قرعة بين المرشحين لمنصب البابا يقوم بها طفل معصوب العينين باختيار ورقة تحمل اسم البابا الجدي.
وهكذا و في أجواء مهيبة واحتفالية ووسط تواجد أمني مكثف جرت أمس الأحد "القرعة الهيكلية" لاختيار البابا الجديد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعاصمة المصرية القاهرة وفي الكاتدرائية القبطية بحي العباسية في حوالي الساعة التاسعة والنصف بتوقيت غرينتش (الحادية عشرة والنصف بتوقيت القاهرة). ففي صندوق زجاجي شفاف مختوم وضعت ثلاث كرات بكل منها ورقة تحوي اسم أحد آباء الكنيسة الثلاثة الذين جرى انتخابهم يوم الأربعاء الماضي، الأنبا تواضروس والأنبا رفائيل والقمص رفائيل أفامينا، وقام طفل صغير يدعى بيشوي جرجس، تم اختياره بواسطة القرعة من بين اثني عشر طفلا آخر، بسحب إحدى الكرات ليتلقفها منه الأنبا باخوميوس الذي يقوم مقام البابا ويفتحها أمام كاميرات التلفزيون ليطل منها بخط عريض وواضح اسم الأنبا تواضروس. وبهذا يكون الأنبا تواضروس البابا الثامن عشر بعد المئة في تاريخ الكنيسة القبطية المصرية.
ومن المنتظر أن يتم تنصيب الأنبا تواضروس في يوم 18 من نوفمبر كبابا الكنيسة وسيحمل اسم تواضروس الثاني. وحظي حفل إجراء "القرعة الهيكيلية" بتغطية إعلامية، دولية ومحلية، واسعة كما حضره عدد كبير من المسيحيين المصريين واكتظت بهم ساحات وأروقة الكنيسة حتى السرادقات التي أقامها المسؤولون عن تنظيم الحفل خارج المبنى الرئيسي للكنيسة لم يكن بها موطئ قدم، وكانت هذه السرادقات مزودة بشاشات تليفزيونية لتنقل أحداث ما يجري داخل الكنيسة. ولم يقتصر الحفل على جموع المسيحيين المقيمين في القاهرة ولكن كانت هناك أعداد كبيرة منهم من خارج القاهرة وخاصة من الصعيد (مصر العليا). وأسندت مسؤولية الحفاظ على النظام والسيطرة على مداخل ومخارج الكنيسة لشباب فريق الكشافة التابع لعدد كبير من الكنائس المختلفة. كما أن حضور مساعد رئيس الجمهورية لشؤون الأقباط، سمير مرقص، أضفى على الحفل صفة رسمية. كما من المنتظر أن يحضر رئيس الجمهورية، محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمون، وعدد كبير من المسوولين الحكوميين حفل تنصيب البابا الجديد.
وكانت دعوات قبطية قد ناشدت المسؤولين عن الكنيسة عدم دعوة الرئيس مرسي ولا أيا من قيادات الإخوان المسلمين لحفل التنصيب وهي الدعوات التي ترفضها الكنيسة بشدة. وكانت الفترة الماضية قد شهدت تجاذبات وتلاسنات بين الكنيسة والقيادات السلفية على خلفية إسلام فتاة مسيحية قاصر في إحدى مدن الساحل الشمالي لمصر والتي يقول عنها السلفيون إنها تزوجت بشاب مسلم وبالتالي فقد سقطت عنها ولاية أهلها.