أثارت دراجة نارية رباعية الدفع كان يقودها مراهق، ليلة أول أمس، حالة من الفوضى في شارع محمد الخامس في قلب مدينة الرباط، قبل أن يتم توقيفها من طرف رجال الأمن، حيث تبيَّن أن صاحب الدراجة لا يتوفر على الوثائق الخاصة بها ولا يرتدي خوذة واقية، علما أن هذا النوع من الدراجات ممنوع من الجولان داخل المدن ومخصص للجبال والشواطئ الرملية. غير أن «المفاجأة» التي وقف عليها رجال الأمن، بعد قيامهم بحجز الدراجة وخفرها بواسطة «الديبناج» إلى مقر الدائرة الأمنية «المحيط»، أن مالكها لم يكن سوى قريب وزير النقل والتجهيز، صاحب مدونة السير المثيرة للجدل، وأن هذا الأخير كان في نزهة مع مجموعة من رفاقه على متن نفس الدراجة التي استطاعت أن تمر من «هرهورة»، حيث يقطن مع عائلته إلى قلب الرباط، دون أن يعترض طريقها أحد. وكان قريب غلاب واثقا من استرجاع دراجته فورا وتحدث بلهجة غير مبالية مع عناصر الشرطة، وهو ما أكده أيضا عدد من أصدقائه الذين شرعوا في استخدام هواتفهم النقالة، مؤكدين لبعض رجال الأمن، كما عاينت مصادر ذلك، أن صاحب الدراجة ابن مسؤول بارز في حزب الاستقلال وأن عمه هو وزير النقل، وأن ما يقومون به «لا فائدة منه»، في حين شرع بعضهم في استعراض أسمائه العائلية، ما أثار حفيظة رجال الأمن الذين قرروا إيداع الدراجة في «الفوريان»، من أجل تلقين قريب الوزير «درسا» في ضرورة احترام القانون، خاصة بعد أن حضرت أم مالك الدراجة إلى مقر الأمن وتصرفت مع العاملين فيه بطريقة استفزازية ومتعالية.