خلافات عميقة تهم القضايا المصيرية.. هكذا قالت وزارة الخارجية المغربية في رسالتها إلى أعضاء الحكومة، والتي أعلنت من خلالها قطع العلاقات التي تجمع الوزارات والمؤسسات الحكومية مع نظيرتها الألمانية، بالإضافة إلى قطع جميع العلاقات مع مؤسسات التعاون والجمعيات السياسية الألمانية. بشكل مفاجئ إذن، أعلن ناصر بوريطة عن تعليق المغرب كل أشكال التعاون والاتصال مع السفارة الألمانية في الرباط، ودعا القطاعات الحكومية وكل المؤسسات التابعة لها إلى تعليق كل اتصال أو تفاعل أو تعاون، في كل الحالات وتحت كل الأشكال، سواء مع السفارة الألمانية في الرباط أو مع منظمات التعاون والمؤسسات السياسية التابعة لها. الرسالة المسربة التي لم تفصل في طبيعة الخلافات بين الطرفين، فتحت أبواب التحليل للمتابعين، الذين أجمعوا أن الصحراء المغربية كانت الملف الأبرز الذي وسع الهوة بين الرباطوبرلين. الموقف الألماني من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء: وبعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، تحركت الدبلوماسية الألمانية لتقدم طلبا عاجلا بعقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، لبحث الوضع في المنطقة، على ضوء الموقف الأمريكي، كما أكد مندوب ألمانيا لدى الأممالمتحدة في تدخله، على أن حل النزاعات بالطريقة السلمية، يعني الالتزام بالقواعد وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي، في إشارة أظهرت عدم موافقة برلين على خطوة واشنطن. ليس ذلك فقط، بل إن الدبلوماسي الألماني كريستوف هيوسغن، وصف انفصاليي البوليساريو بالطرف الضعيف. كما أكدت مصادر أوروبية أن ألمانيا تقف وراء عرقلة المساعي الفرنسية داخل الاتحاد الأوروبي، لبلورة موقفٍ مساند للسيادة المغربية على الصحراء، ولدعم الموقف الأمريكي. غياب المغرب عن مؤتمر برلين: أما النقطة الثانية التي رجح المراقبون أنها من بين أسباب القطيعة المغربية الألمانية، فهي عدم استدعاء المملكة المغربية في مؤتمر برلين الأول للفرقاء الليبين، حيث قامت ألمانيا بتوجيه الدعوة إلى الدول الإقليمية مع استثناء المغرب وتونس، وعبّرت وزارة الخارجية المغربية آنذاك عن استغرابها لعدم دعوتها للمشاركة في المؤتمر، خاصة بعد الجهود التي بدلها المغرب في وصول الليبين إلى اتفاق الصخيرات، وبعدها اجتماعات بوزنيقة وطنجة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبين. من جانبها قالت وزراة الخارجية الألمانية إن الخلفية الدقيقة للخطوة المغربية لاتزال غير واضحة، كما وصفت العلاقات بين البلدين بالودية والخالية من التوتر، فهل يعني ذلك أن الخلافات بين الرباطوبرلين قد تجد طريقا للتسوية؟ أم أن المسألة قد تتطور لاستدعاء السفير المغربي من برلين وترحيل السفير الألماني في الرباط؟