إذا كان أغلب المناضلين المغاربة اليهود المعروفين بعدائهم للصهيونية كثيرا ما انخرطوا في أحزاب يسارية وعلمانية، فإن إسحاق شارية، المحامي بهيئة الرباط، في موقف غير مسبوق، يتقدم بطلب الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية، الذي يقوده رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران. وقال إسحاق شارية في تصريح ل"العربية.نت"، إن الأسباب التي دفعته إلى طلب الانخراط في حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الدينية الإسلامية، هو كون هذا الأخير حزبا سياسيا وليس دينيا، وأنه وسطي معتدل، دون أن ينكر إسحاق اختلافه مع بعض مناضلي الحزب خريجي المدرسة الدعوية التي تدعو إلى المعروف والنهي عن المنكر. ويرى أن حزب العدالة والتنمية يتسم بالعفة والوطنية والنزاهة والصدق في محاربة الفساد، وبالنسبة إليه فإن هذا الأخير نجح في تبديد مخاوف المستثمرين الأجانب بعدما وصل إلى قيادة الحكومة، كما أنه ظل وفيا لمبادئه ولم يسقط في الانحطاط الذي يعرفه المشهد السياسي المغربي. وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث أنه لم يختر الانضمام إلى حزب الاستقلال، نظرا لما يثار حول زعمائه من إشاعات، مشيرا إلى أنه لم يجد أي نقطة التقاء مع حزب "الأحرار" الليبرالي المرجعية السياسية، أما "الاتحاد الاشتراكي" وحزب "الأصالة والمعاصرة "، فله معهما عدة خلافات منذ أن كان على رأس شبيبة الحزب الليبيرالي المغربي، كما جاء على لسانه. وفي رسالة مفتوحة إلى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ومن باب التنبيه، عرف إسحاق شارية بالأفكار التي يؤمن بها حتى لا يجد نفسه منبوذا ومعزولا في هذا الحزب الذي يرغب في الانتماء إليه، مبرزا في هذا السياق أنه ترعرع في مدرسة ليبرالية، تعتقد بالحرية كأساس للتنمية، مشيرا إلى أنه كان على خلاف دائم مع الحركات السياسية ذات المرجعية الدينية، لأنه يرى فيها دعوة إلى التطرف وتجميد العقل. وأكد أن السياسة الحقيقية أساسها علوم الدنيا، وتطاحنا بين أفكار تهتم أساسا بسبل التنمية الاقتصادية، "أما الدين والأخلاق فمكانهما يبقى في المعبد أو الأسرة أو المدرسة، وأن قناعته ازدادت بهذا التوجه إلى حدود التعصب، بعدما أصبحنا ما نشاهده من اقتتال دموي بشع باسم الدين في سوريا ومصر وقبلهما العراق واليمن"، يقول إسحاق. الرحموني: اليهودية ليست صهيونية خالد الرحموني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، كشف في تصريح ل "العربية.نت"، أن بعض مناضلي حزبه استغربوا لطلب إسحاق شارية الانخراط في التنظيم، في الوقت الذي يعتبر هذا السلوك عاديا بالنسبة إليه، فمن حق أي مواطن أن يختار الحزب الذي يريد الانتماء إليه، وله الحرية في ذلك تبعا للرحموني، الذي يرى أن المجتمع المغربي يعيش مرحلة تطور وانتقال ديمقراطي، مطالبا بالانفتاح على مختلف مكوناته. واعتبر الرحموني أن إسحاق حر في تقديم طلبه إلى الحزب، وأن هذا الأخير لا يهمه الانتماء الديني للرجل، لأن فلسفة حزب العدالة والتنمية تقوم على مبدأ المواطنة، لكونه حزبا سياسيا ولا مشكل له مع الديانات، كما أنه يميز ما بين الديانة اليهودية والصهيونية كحركة عنصرية، وبالتالي فمن حق أي مواطن مغربي يهودي الانتماء إلى الحزب، شريطة ألا يكون متشبعا بالفكر الصهيوني، مبرزا في السياق ذاته أنهم سيوافقون على انضمام إسحاق إلى الحزب، شريطة أن يلتزم هذا الأخير بالقواعد الأساسية للتنظيم. تجدر الإشارة إلى أن "العربية.نت"، اتصلت بأكثر من قيادي في حركة الإصلاح والتجديد، الجناح الدعوي للعدالة والتنمية، لكن بعض هذه القيادات منهم قال إنه مشغول، ومنهم من لم يكن يرد على المكالمات الهاتفية.