قررت السلطات المغربية الخميس، السماح ل29 سوريا بالإقامة على أراضيها، بعدما كانت عناصر القوات المسلحة الملكية المغربية (الجيش) أوقفتهم، الثلاثاء الماضي، عند المنطقة الحدودية “أولاد عياد” التي تبعد حوالي 13 كيلومتر عن مدينة وجدة (أقصى الشمال الشرقي للمغرب). وقال مسؤول محلي، فضل عدم الكشف عن اسمه، إنه “بعد استكمال الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات، تم إرجاع جوازات السفر للمهاجرين السوريين، والتي كانت محجوزة لدى المصالح الأمنية المغربية، والسماح لهم بالإقامة بالمغرب وفق ما يحدده القانون”. وبحسب المسؤول نفسه، فإن “السلطات المغربية وفرت لهؤلاء السوريين، وسائل النقل، للالتحاق بعائلاتهم الموجودة في مناطق مغربية مختلفة”، مشيراً إلى أنه “أصبح بإمكانهم الآن التحرك بكل حرية فوق الأراضي المغربية”. ومن جهتها قالت صبيحة بصراوي، رئيسة جمعية الوفاء للتنمية الاجتماعية، ب”وجدة” التي استقبلت هؤلاء المهاجرين السوريين، لمدة يومين، إنه “في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت غرينتش، أحضرت السلطات المغربية حافلة، وقامت بنقل السوريين إلى وسط مدينة وجدة”، لافتاً إلى أن مجموعة المهاجرين السوريين تضم 17 طفلا، وسبع نساء، وخمسة رجال. وكانت السلطات المغربية، سمحت الثلاثاء الماضي، ل49 سوريا بالإقامة على أراضيها، كما قامت بنزع الخيمتين المنصوبتين بالمنطقة الحدودية “لكنافدة” والتي أوت منذ يوم الأحد الماضي. واحتج المغرب، الثلاثاء، على ما قال إنه تكرار السلطات الجزائرية، “ترحيل” اللاجئين السوريين إلى الأراضي المغربية، عبر حدود البلدين، خلافا لما أسماه “قواعد حسن الجوار”، وفق بيان لوزارة الداخلية المغربية. ومن جهتها، استدعت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية الثلاثاء، سفير الجزائر بالرباط، لإبلاغه “استياء المغرب الشديد” من “ترحيل” السلطات الجزائرية لاجئين سوريين إلى التراب المغربي عبر حدود البلدين. في المقابل استدعت الخارجية الجزائرية، أمس الأربعاء، السفير المغربي لديها، عبد الله بلقزيز، لإبلاغه رفضها ما وصفته ب”مزاعم بطرد لاجئين سوريين نحو التراب المغربي”. وقال بيان للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية عمار بلاني، نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إنه “تم تذكير السفير المغربي بأن الجزائر تضطلع بمسؤولياتها على أكمل وجه في إطار حسن الجوار رغم العبء الكبير الذي تتحمله منذ سنوات بسبب العدد المتزايد للمهاجرين القادمين من الدول الواقعة جنوب الصحراء والذين تقوم السلطات المغربية بطردهم باتجاه التراب الجزائري”. ويتواجد بالجزائر حاليا ما بين 15 إلى 20 ألف لاجئ سوري فروا من الحرب، وزعتهم السلطات على مراكز إيواء تتوفر فيها كل ضروريات الحياة بالعاصمة والمدن القريبة منها، كما أكد صالح يزبك ممثل الجالية السورية بالجزائر في وقت سابق لوكالة الأناضول. وكان مصدر مسؤول من حرس الحدود الجزائري، فضل عدم ذكر اسمه، قال في تصريحات صحفية سابقة أن “اللاجئين السوريين الذين نقلت وسائل إعلام مغربية ترحيلهم من الجزائر لم يكونوا أصلا على التراب الجزائري”. وأوضح أن “هؤلاء اللاجئين لم يكونوا أصلا على التراب الجزائري ليتم ترحيلهم نحو الجانب المغربي، لأن الحدود بين البلدين مغلقة منذ العام 1994″.