تعد لحوم الفئران مصدرًا ثمينًا للحوم الشهيّة لكثير من النيجيريين، وخاصة الموظفين والحرفيين، والعمال، الذين يترددون على المطاعم المحلية في جنوب غرب البلاد. وسواء كانت مشوية أو مقلية أو مطبوخة، تقدم وجبة لحم الفأران مع نبات اليام (هو نبات يزرع في معظم الدول الاستوائية على مستوى العالم)، حيث تحظى لحوم القوارض بشعبية في نيجيريا بالرغم من أنها أكثر تكلفة بكثير من لحوم البقر والماعز المتاحة في المطاعم المحلية. وعادة ما يتم قطع أجزاء تلك الحيوانات الصغيرة لطبخها بسهولة ولجني أرباح ضخمة. ويقوم الطهاة بشراء الفئران عمومًا من المسافرين القادمين من الريف، حيث يقوم الصيادون أو أبناؤهم أو ما يسمى بلغة الهوسا (اللغة القومية في النيجر كما تعتبر لغة رسمية في شمال نيجيريا) رعاة الفولاني بعرض الفئران للبيع على الطريق السريع (طريق يربط المدن الكبيرة ببعضها). وتختلف أسعار الفئران على حسب حجمها، فسعر الفأر الكامل عامة ما يتراوح بين 2500 إلى 4000 نايرا نيجيري أي ( حوالي 15.5 إلى 25 دولارًا) على الطريق السريع. ويشار إلى الظباء وغيرها من الحيوانات البرية صعبة الصيد باسم " لحوم الغابات" في المطابخ المحلية. ولدى الفئران شعبية خاصة بل وجميع لحوم الغابات ( الحيوانات البرية) خاصة في غرب نيجيريا. وفي تصريحات لمراسل الأناضول، قال واسيو أوموتونديه، مهندس محلى في سوق جانكارا في ضاحية يجايه أوجوكورو بمدينة لاغوس (غرب نيجيريا): "أنا أسميها اللحوم الخاصة لمذاقها الحلو والطبيعي"، مضيفًا: " أحب هذه النوعية من اللحوم كثيرًا". وأشار أوموتونديه إلى أنه ليس من السهل الحصول على الفئران وغيرها من الحيوانات البرية، وقال إن الزبائن يتدافعون للحصول على فرصة لتذوقها في المطاعم حيث تكون العينات الشهية متوفرة بكميات قليلة. وتابع: "لا أستطيع أن أتذكر طهي هذه اللحوم مع عائلتي في المنزل في أي وقت مضي.. فهي ليست شيء يمكنك رؤيته وشراؤه من السوق". وردًا على سؤال حول كيفية تحوّله لواحد من محبي لحوم الفئران، لفت أوموتونديه إلى أنه نشأ وتربّى في الريف واعتاد صيد القوارض والحيوانات الأخرى، وكان والده صيادًا قبل وفاته"، قائلاً: "اعتدت مرافقته إلى المزرعة حيث كنا نقوم بحفر ثقوب للفئران وغيرها من الحيوانات مثل الأرنب، وكانت تلك النوعية من اللحوم أفضل الأنواع المتاحة لنا، لذا كبرت وأنا أحبها". وأضاف: "لحوم الفئران فرصة للهروب من لحوم الأبقار والأسماك الروتينية وغيرها من الأشياء التي يأكلها الفرد كل يوم في منزله؛ لذا أحرص في أي وقت أتناول فيه الطعام في الخارج على اغتنام الفرصة وتناول لحوم الحيوانات البرية خاصة لحم الفأر. ويوافق سولا أوكينتونديه، أحد آكلي الفئران، أوموتونديه نفس الرأي، قائلاً: "يتوفّر لحم البقر لدينا تمامًا مثل الأسماك واللحوم الأخرى الشهيرة والمتاحة بسهولة هنا لكن الحصول على لحوم الغابات ليس بنفس السهولة، حيث تقدّمه مطاعم قليلة جدًا؛ لأنهم يحصلون على اللحم عادة من القرى". وأضاف أوكينتونديه: "الناس تشتريها من الطريق السريع رغم أنها مكلفة". وقالت جريس أولوسوجي، مالكة مطعم ماما يمي (يبيع لحوم الفئران) في منطقة يانا باجا في مدينة لاغوس، إنها عادة ما تخطّط قبل أن تشتري لحوم الفئران ولحوم الحيوانات البرية الأخرى. وأضافت أولوسوجي: "هناك دائمًا أسواق جيدة لبيع لحوم الفئران وغيرها من لحوم الغابات وعادة ما يفضّلها الناس بسبب شعورهم بأنها فريدة من نوعها، ويصعب الحصول عليها حيث إنها ليست متاحة في كل مكان مثل اللحم والسمك". وأشارت أولوسوجي إلى أن قاعدة زبائنها تشير إلى انتمائهم لطبقات اجتماعية مختلفة، وأوضحت أن النخبة الذين يأكلون لحوم الفئران وغيرها من الحيوانات البرية يفعلون ذلك هربًا من اللحوم الحمراء المعتادة، والتي قال عنها الأطباء إنها تشكل خطرًا على صحة الإنسان. وأنها ملاذ لكسر رتابة الأكل المتعارف عليه. ولا يخضع الصيد لقيود كثيرة في نيجيريا، لذلك يقوم العديد من الأشخاص في كثير من الأحيان باصطياد الفئران وغيرها من الحيوانات، وخاصة في الريف. وأدت ندرة تلك النوعية من الحيوانات إلى جعلها نقطة جذب رئيسية بين أوساط سكان المدن، بحسب مواطنين.