تثير قضية شابة صحراوية اسمها محجوبة محمد حمدي داف أزمة بين اسبانيا وجبهة البوليساريو بسبب احتجازها في مخيمات تندوف وعدم الترخيص بعودتها منذ مشت الى اسبانيا التي عاشت فيها لمدة قاربت 13 سنة، بينما تعتبر أطراف سياسية مغربية أن الأمر يتعلق باعتقال سياسي. وهذه الشابة الصحراوية زارت اسبانيا في أواخر التسعينيات ضمن ما يعرف ب «عطل الصيف»، وتتجلى في انتقال آلاف من الأطفال الصحراويين لقضاء عطل في دول أوروبية وعلى رأسها اسبانيا. وبعد قضاء العطلة، تبنتها عائلة اسبانية بموافقة عائلتها الصحراوية. وانتهت هذه الشابة الصحراوية من دراستها الإبتدائية والثانوية والجامعية في جامعة فالنسيا. وانتقلت هذا الصيف الى مخيمات تندوف لزيارة جدتها المريضة، واعتادت زيارة المخيمات.لكن ما حدث هو أن عائلتها اعترضت على عودتها الى اسبانيا بحجة أنها تبنت الحياة الغربية كثيرا على حساب تقاليد المجتمع الصحراوي، حسبما تفيد مواقع صحراوية. ويدعي بعض أشقائها أنها أكملت دراستها الجامعية وعليها البقاء في المخيمات. وتمارس عائلتها الإسبانية التي تبنتها ضغطا قويا من أجل عودتها وعدم احتجازها ضد رغبتها في تندوف. وتحركت سياسيا، ودفعت المجلس الإقليمي لفالنسيا بإصدار بيان تضامني يعلن تعليق المساعدات لجبهة البوليساريو طالما لم يساعد على عودة محجوبة. ويحث البيان الحكومة الإسبانية على اتخاذ إجراءات على مستوى الخارجية لعودة محجوبة الى فالنسيا. وتصر محجوبة على العودة الى اسبانيا في أقرب وقت. وكانت الحكومة الإسبانية في البدء لا ترغب في التدخل في هذا الملف، لكن مع ارتفاع الضغط بدأت مشاورات مع الجزائر وجبهة البوليساريو وانتهت باجتماع بين وزير الخارجية منويل مارغايو وممثل البوليساريو في اسبانيا. ويفيد بيان وزار الخارجية بالتزام البوليساريو إيجاد حل سريع لهذا النزاع. وترفض جبهة البوليساريو التعليق علانية على هذا الحادث، ويكتفي بعض ممثليها بالقول بشكل غير رسمي بأن الأمر يتعلق بملف تحكمه رؤية مختلف للعادات والتقاليد بين العائلة الأصلية الصحراوية في مخيمات تندوف وهي محافظة ترفض الحياة الغربية التي ذهبت فيها ابنتها وبين العائلة الإسبانية التي تبنت محجوبة في فالنسيا وترغب في عودتها. وبدأت هذه القضية تأخذ منحنى يقلق جبهة البوليساريو وسط الرأي العام الإسباني الذي يعتبر الأكثر تأييدا في أوروبا لهذه الجبهة التي تنازع المغربالسيادة على الصحراء الغربية، خاصة وأن هذا الحادث يحمل طابعا تشويقيا يقترب من الروايات الاستشراقية ويتعلق الأمر باحتجاز شابة يفترض أنها ترغب في حياة غربية. وكانت ملفات مشابهة قد حدثت في الماضي بين عائلات صحراوية وأخرى اسبانية تبنت فتيات صحراويات لكن لم تحدث الضجة الحالية. ودخلت جمعيات مغربية على خط هذا الملف، وتعتبر أن الأمر يتجاوز التناقض بين التقاليد بين عائلة صحراوية وأخرى اسبانية بل يتجلى في مواقف سياسية لمحجوبة التي تميل الى مغربية الصحراء. وتعتبر هذه الجمعيات والناشطون أن الأمر يتعلق بملف سياسي وبحرية التعبير.