فشل محمد بن مقبول القرني والشهير ب"محمد السديس" -إمام جامع الفاروق بسبت العلايا- في السعودية في إيجاد شخصية مستقلة به في تلاوة القرآن؛ وعجز عن ذلك؛ في إشارة منه إلى منحة ربانية وهبها الله إياه بجمال صوته المشابه تماماً لصوت الشيخ عبدالرحمن السديس؛ ناهيك عن تشابه ملامحه الشخصية إلى حد كبير من ملامح الشيخ السديس. كانت بداية "القرني" -كما نشرت صحيفة "سبق"- مع تلاوة القرآن وإمامة المصلين في مسجد قريته "آل روحان بلقرن"، وهو بالصف الثاني المتوسط؛ حيث استمر لسنوات عدة في إمامة المصلين في قريته، إلى أن انتقل لمدينة بيشة؛ حيث تَنَقّل بين ثلاثة جوامع، أَمَّ المصلين فيها.
وأضاف "القرني" أنه انتقل للمنطقة الشرقية بمدينة النعيرية بالتحديد، واستمر هناك لأربعة أعوام، وكانت هي بداية شُهرته خارج المنطقة الجنوبية؛ حيث كان يتوافد على الجامع الذي يؤم فيه المصلين أناس كثيرون من خارج المدينة.
وحول صوته المشابه تماماً لصوت الشيخ عبدالرحمن السديس قائلاً: "إنه لا يتصنع ذلك، وأنها موهبة ربانية على الرغم من إعجابه المطلق بشخصية الشيخ عبدالرحمن السديس؛ حيث كان يضع تسجيلاً للقرآن الكريم بصوت الشيخ "السديس" ويردد خلفه بصوته إبان دراسته الثانوية؛ إلا أن الشيخ "زايد بن فرحة" (معلم "القرني" في مادة القرآن الكريم)، طلب من الشيخ "القرني" إيجاد شخصية خاصة به في تلاوة القرآن الكريم، وأمره بالابتعاد عن تقليد صوت الشيخ عبدالرحمن السديس لمدة شهر، وبعد انتهاء مهلة الشيخ، طلب الشيخ زايد بن فرحة من "القرني" قراءة سورة الأنفال، بدأ القرني بالتلاوة؛ ففوجئ "ابن فرحة" بنفس صوت الشيخ السديس.
وأوضح "القرني": "وصلني عرض من بريطانيا لإمامة المصلين لمرتين متتاليتين، بالإضافة لدولة قطر مرتين، والكويت ثلاث مرات، ومن الداخل وصلته طلبات من محافظة الأحساء ومدينة الرياض؛ غير أنه أبى إلا أن يعمل بجامع "الفاروق" بسبت العلايا؛ وذلك لرعايته لوالديه المسنيْن، ورداً لجميل أهالي محافظة بلقرن، الذين وقفوا معه في العديد من المواقف".
وفيما يتعلق بالمواقف والطرائف التي تعرّض لها من خلال تشابه صوته وملامحه من الشيخ عبدالرحمن السديس، قال "القرني": "المواقف والطرائف كثيرة، ومن ضمنها، أن رجلين استوقفاه في "الكعكية" بمكة المكرمة بعد إمامته لمصلين هناك، وسألاه هل هو ابن للشيخ "السديس"، أجاب بالنفي، وأنه لا يعرف الشيخ "السديس" إلا من خلال التليفزيون؛ أحدهما اقتنع وذهب، أما الآخر فأصر على أن يرى سيارته للتأكد؛ بحكم أنه يرى سيارة الشيخ عبدالرحمن السديس دائماً.
وبيّن: "قابلتُ مواقف محرجة كثيرة؛ فقد قابلت أحد المواطنين وقال له أمام أصدقائه، ابنتي الكبرى تحبك في الله، وتصر على الصلاة في قسم النساء بجامع الفاروق".
واختتم الشيخ محمد القرني -والشهير ب"محمد السديس"- حديثه بشرح رؤيا رآها قديماً، تتلخص في أنه عندما دخل على الشيخ عبدالرحمن السديس بمنزل "القرني" القديم، نهض الشيخ السديس وسلّم عليه وقال ل"القرني": "ما أنت عليه فالزم، وكررها لمرات عديدة"، وتمنى "القرني" مقابلة الشيخ عبدالرحمن السديس.