يعرف المشهد السياسي المغربي احتقانا غير مسبوق بين القوى السياسية وصل في بعض الأحيان إلى حد السب وتبادل الاتهامات بين القيادات السياسية كان آخرها الحرب الساخنة بين رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران والامين العام لحزب الميزان حميد شباط الذي أطلق رصاصة الرحمة على الائتلاف الحكومي عندما سحب وزرائه وأربك بذلك حسابات بنكيران وأدخله في دوامة الحسابات والبحث عن سيناريوهات تنقذ حكومته من السقوط في أيادي العفاريت والتماسيح ولعل المتتبع لخطاب رئيس الحكومة الاخير بالبرلمان يلاحظ أن الرجل بدى غاضبا وفاقدا لأعصابه ما يوحي بأنه وقع في مأزق سياسي لا يحسد عليه . وفي سابقة في تاريخ التشاحن السياسي المغربي وكنتيجة للاحتفان الدائر بين حكومة بنكيران وخصومها ،تبلورت حركات مغربية سياسية متمردة على غرار الحركات المصرية منها من قرر اسقاط الحكومة ومنها من قرر مساندتها ودعمها باعتبارها حكومة منتخبة من طرف الشعب. فأبرز هذه الحركات المناهضة لسياسة الحكومة حركة "تمرد" المغربية التي انتقلت من العالم الافتراضي "الفيسبوك" الى العالم الواقعي وقررت تحديد يوم 17 غشت المقبل كموعد لخروجها للشارع من أجل الاحتجاج لإسقاط حكومة بنكيران والمطالبة بملكية برلمانية وكان أول خروج لها يوم الأربعاء الماضي حيث عقدت مؤتمرها الصحفي الذي أعلنت فيه مطالبها وأهدافها وحددت خلاله يوم 17 غشت لنزولها للشارع وطالبت جميع القوى الديموقراطية والضمائر الحية من المجتمع المدني وكافة الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية وكذا الاعلامية لمساندة الحركة. الرد جاء سريعا فقد ظهرت في نفس الوقت حركة مساندة وداعمة لسياسة حكومة بنكيران أطلقت على نفسها اسم حركة "صامدون" المغربية قررت هي الأخرى النزول للشارع لدعم برنامج الحكومة وإفشال كل المخططات الرامية للإطاحة بها ،ورفعت هذه الحركة شعارها "كلنا بنكيران ضد العفاريت والتماسيح المغربية" ودعت كافة الشعب المغربي الغيور على قيمه الدينية والسياسية لمساندتها والتصدي للحركات العلمانية التي تهدف الى ضرب القيم الدينية والأخلاقية وتعطيل المشاريع الاسلامية . غليان غير مسبوق قد يعرفه الشارع المغربي جراء الاحتقان الخطير بين القيادات السياسية للأحزاب المغربية والحكومة من جهة و بين الحركات المتمردة المطالبة بإسقاط حكومة بنكيران والحركات الداعمة لسياسته وشرعيته من جهة أخرى.