قبل أكثر من أسبوعين، اهتز الرأي العام الملالي على حادثة سير كان ضحيتها طالب بالأقسام التحضيرية بالثانوية التقنية، حيث دهسته سيارة وهو يهم بعبور شارع محمد السادس(طريق 50)، حادثة تبين أن أحد أسبابها تأخر السلطات المعنية محليا في وضع المطبات (دودان) المنصوص عليها في دفتر تحملات توسعة الشارع. هكذا، وامتصاصا لحركة غضب طلبة الأقسام التحضيرية وعموم تلاميذ وموظفي الثانوية التقنية وضعت المطبات على جناح السرعة ورابط شرطي بضعة أيام بالموقع في إشارة لقدرة السلطة على التجاوب مع قضايا الساكنة. السؤال: هل كان ضروريا انتظار وقوع الحادثة وسقوط ضحية وهيجان شريحة اجتماعية معينة لتتحرك الجهات المعنية فتنجز ما هو مسطر ومبرمج حفاظا على سلامة مستعملي الشارع المذكور؟ ولماذا لم تُستكمل العملية لتأمين عبور تلاميذ حي الأطلس إلى ثانويتي داي وعبد الكريم الخطابي، بل وثانوية العامرية بمحاذاة المحطة الطرقية والسوق الممتاز؟ ومتى توضع ذات المطبات في زنقة "6" بحي باب افتوح بمحاذاة ثانوية ابن سينا تفاديا للتشويش والضجيج المؤثر سلبا على العملية التعلمية ومحاربة لخطر الدراجات النارية التي يبدو أنها غدت ظاهرة خارج السيطرة؟ وفي ذات السياق، ألم يكف السلطات الحادثة المفجعة التي ذهب ضحيتها تلميذ وتلميذة من ثانوية القدس في شارع محمد الخامس قبل أكثر من سنة؟ هل تنتظر ضحايا أكثر لتتحرك؟ وكيف تفسر الجهات المعنية ترصيص شارع 9 دجنبر على طوله، في حين لم تلتفت إلى جنبات الشارع المحاذي لمدرسة وادي المخازن وثانوية القدس، جنبات أشبه بالطريق الوعرة تعرض التلاميذ، لا سيما في أوقات الذروة لخطر الحوادث بسبب ضغط حركة وسائل النقل وضيق الشارع؟ متى يتسم تدبير شأننا العام بالرشد والاستباقية تفاديا لكل ما من شأنه أن يزعزع الاستقرار ويهدد سلامة المواطنين؟