في السنوات الأخيرة طفت على السطح ظاهرة الفتيات العاملات بالمقاهي ''الجرسونات'' في أغلب مقاهي دار ولد زيدوح وبشكل ملفت للنظر ،الى درجة أن المقاهي التي كانت شبه فارغة من الزبناء تراها ممتلئة عن أخرها في وجود النادلات، و أصبح بعض الأشخاص لايستطيعون الجلوس إلا في المقهى التي بها نادلات لمحاولة التحرش بهن. فتيات في مقتبل العمر، يستقبلونك بابتسامة عريضة وكلهن حيوية ونشاط، يلبين طلباتك، تراهن طوال اليوم يتنقلن بخفة بين الطاولات لخدمة الزبائن وهن يتغاضين عن تحرشاتهم ومضايقاتهم للحفاظ على لقمة عيشهن، فتيات يطلب منهن الاعتناء بالمظهر والتقيد بالكثير من اللطف واللباقة في التعامل مع الزبناء، منهن من اختارت الطريق بمحض إرادتها، ومنهن من وجدت نفسها مجبرة على السير فيه في غياب البديل. غالبيتهن لا يتوفرن على مؤهل دراسي وبعضهن لم يلجن المدرسة قط، ينحدرن من القرى والمدن المجاورة لدار ولد زيدوح، سدت في وجوههن الأبواب ليجدن أنفسهن داخل مقاهي زيدوح من اجل كسب لقمة العيش . " راه الظروف الاجتماعية هي لجبتنا هنا"، بكلمات مختصرة جدا تحدثت (س...) وهي تعمل باحدى مقاهي دار ولد زيدوح ، عن الظروف التي جعلتها تقتحم هذا المجال، الذي لا طالما كان حكرا على الرجال فقط، تضيف بصوت لا يسمع جيدا: "غير خليها على الله وصافي، راه الخدمة في المقاهي تتجيب الذل"، مسترسلة: "لأن أغلب الناس يعتقدون أن الفتيات اللواتي يشتغلن في المقاهي عاهرات وغير محترمات، دون أن يكلفوا أنفسهم معرفة الظروف التي جعلتهن يلجأن إلى هذه المهنة". ليست الحاجة إلى توفير العيش الكريم هي السبب الوحيد الذي يدفع فتيات جميلات في ريعان الشباب إلى اقتحام أسوار هذه المهنة التي يعتبرها الناس حقيرة، فهناك من تجدها الوسيلة الوحيدة لتتعرف على زبائن من نوع خاص. تقول ( ح.. التي تعمل بدورها باحدى مقاهي زيدوح ) "هنا بعدا الكليان كيجيو حتى لعندي بلا ما نبقى ندور في الزناقي"، لزمت الصمت ثم استطردت قائلة بصوت عال: "كل طرف في المعادلة يعرف مبتغاه كما يعرف أين يمكن أن يجده، شروط اللعبة معروفة بالنسبة لمحترفيها، تتم العملية في جو من الصمت الرهيب ودون أن يحس بها أحد، زبائن لا هم لهم سوى اصطياد فرائس من ذوات اللحم الأبيض . وبذلك أصبحت جل المقاهي بدار ولد زيدوح محجا لطالبي المتعة العابرة، مما يعود بالربح الوفير على صاحب المقهى، في حين تجد الفتاة نفسها نادلة في النهار وبائعة هوى بالليل. شباب صفحة دار ولد زيدوح ونفتخر