أجرت جريدة التجديد حوارا مع الزميل محمد رفيق صحفي جريدة الصباحية ببني ملال ، حول العزوف عن القراءة عند الشباب ،وعن مسؤولية الكتاب ودور النشر في العزوف وعن الوسائل القمينة بتحبيب القراءة لدى المواطنين والشباب خاصة . والزميل محمد رفيق أديب وشاعر صدر له ديوان شعري بعنوان ذهبت ريحك كما له أعمال شعرية ورواية لم تطبع بعد ،والأستاذ رفيق أستاذ للغة العربية بثانوية ابن سينا ببني ملال . نص الحوار 1. لوحظ عزوف شديد من القراءة في صفوف الشباب ما سبب ذلك في نظرك؟ القراءة نشاط ذهني وفكري، وآلية استهلاكية وإنتاجية للكتاب، بالمفهوم الأفقي والعمودي، وعندما يثار موضوع ضعف المقروئية وعزوف القراء على اختلاف الفئات العمرية، فالمسالة تبقى إشكالية هيكلية، ترتبط بمنظومة من القيم والعوامل، لأن القراءة تربية وسلوك، تنفتح على الإطار البيداغوجي والتربوي داخل الأسرة والمحيط أو الوسط البيئي، فالسؤال إشكالي حول السياق العام المؤطر للعملية ، وما مدى إسهام المؤسسات في مفهومها العام في ترسيخ ثقافة القراءة كبرنامج يومي، وما مدى حضور الكتاب في هكذا سياق، ثم ما هي البرامج التي سطرتها المؤسسة في بعدها الرسمي للتحفيز على القراءة، انطلاقا من المنهاج التعليمي وبرامجه التربوية والصفية. 2. ما هي حدود مسؤولية الكتاب والناشرين في هذا العزوف ؟ الكتاب يخضع لحصار خطير، بداية من السياسة المتبعة لرسم معالم فتح آفاق القراءة، انطلاقا من دور الجهات المنوطة بها تحمل مسؤولية الشأن الثقافي، في الاهتمام بالكتاب وتوفيره بأثمنة مناسبة في السوق، ثم إن منطق الربح الذي يحكم دور النشر، ويرهن الكتاب بين منطق المعرفة ومنطق "الماركوتينغ"، لايساهم طبعا في التحفيز على القراءة، ارتباطا بعوامل ذات ارتباط بالعيش اليومي للأسرة المغربية، وإمكاناته المادية في اقتناء الكتاب، ثم إن الكتاب المدرسي بدوره يؤرق الجهات التربوية ، ومعها الأسر في جانبه المادي، فما بالك بالقراءة في الكتاب الحر. 3 ما هي المقاربة السريعة لتحبيب القراءة عند عموم المواطنين وعند الشباب خاصة ؟ إن الحلول لن تكون سحرية ، فهي مرتبطة بالجرأة في الانفتاح على الكتاب، وتوفيره بالسعر المطلوب، وسن سياسة تساعد القراءة والإقراء، وتجعل دور النشر تسهم بدورها في ذلك، بتجاوز منطق الربح،وعلى الجميع أن يساهم من جانبه لأن الأدوار مشتركة والكل مسؤول في هذا المجال، لذلك فبيداغوجيا القراءة والمكتبة وفق حلول عملية ،تشارك فيها المؤسسات الثقافية والرسمية والمجتمع والأسرة ،لإمكانية الحد من ظاهرة العزوف عن القراءة، وضعف المقروئية في العالم العربي وليس في المغرب فقط. حاوره حسن البعزاوي