عقد والي جهة تادلة أزيلال وعامل اقليمبني ملال السيد محمد دردوري أمس الخميس 9 دجنبر لقاءات تواصلية مع ممثلي ثلاث جماعات قروية بالاقليم لبحث انشغالات وحاجيات ساكنتها للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة بالمناطق الجبلية ، وذلك في إطارسياسة القرب ومواكبة عمل المجالس الجماعية للنهوض بالتنمية على المستوى المحلي ودعم ركائز اللامركزية والحكامة الجيدة . وخلال هذه اللقاءات ، استعرض رؤساء وممثلو المجالس الجماعية لتيزي نيسلي وبوتفردة واغبالة مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام الساكنة ، والتي تقف عائقا في وجه التنمية المحلية ، وتحول دون تحقيق متطلبات الجماعات في مختلف المجالات خاصة ما يتعلق منها بالبنية التحتية في عدد من القطاعات الحيوية للساكنة . وتركزت تدخلات المستشارين الجماعيين حول الاهمية التي يكتسيها إنجاز ودعم وإصلاح عدد من المرافق بغية النهوض بمستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة التي تعتمد ساكنتها بالاساس على الفلاحة والرعي وتربية المواشي ، خاصة ما يتعلق منها بالتجهيزات الاساسية في قطاعات الطرق والكهربة والماء الصالح للشرب والتطهير والنقل والفلاحة والسياحة ، أو ما يهم الخدمات الاجتماعية في قطاعات الصحة والتعليم والشباب والرياضة. وفي هذا السياق ، أكد السيد الوالي استعداد مصالح السلطات العمومية للعمل جنبا إلى جنب مع ممثلي الساكنة لتأهيل المنطقة ، والمساهمة في حل كل المشاكل التي تعترض سبيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية بها ، وتحول دون الاستجابة لحاجيات وانتظارات المواطنين في مختلف القطاعات خاصة الحيوية منها . وذكر أن إنجاز عدد من المشاريع وتعزيز البنية التحتية بتراب هذه الجماعات القروية يساهم في فك العزلة عن ساكنتها ، ويساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بها ، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق التنمية المنشودة إلا بالعمل الجاد والتعاون والتضامن بين جميع الاطراف الفاعلة من منتخبين وسلطات محلية ومصالح عمومية وخاصة وجمعيات المجتمع المدني . ولم يفت السيد الوالي الإشارة بأن هذه المنطقة تعد من أهم المناطق الفلاحية بالمغرب في إنتاج التفاح ، مذكرا بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان قد اطلع خلال زيارة قام بها للمنطقة على مشروع تنمية سلسلة التفاح بالمناطق الجبلية بالاقليم ، الذي سيتم تنفيذه خلال خمس سنوات ، والذي سيتم إنجازه في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر الرامية إلى تطوير فلاحة تضامنية بغلاف مالي يقدر بخمسين مليون درهم . ويستفيد من مشروع تنمية سلسلة التفاح ،الذي تساهم في تمويله كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري (20 مليون درهم) ومكتب التسويق والتصدير(30 مليون درهم) ، 500 فلاح ، ويهم المشروع 1170 هكتارا تتوزع ما بين الجماعات الثلاثة بالاضافة إلى جماعة ناوور . ويشمل مشروع تنمية سلسلة التفاح بالمناطق الجبلية إحداث مشتل لإنتاج الشتائل المعتمدة للورديات (التفاح) والتهيئات الهيدرو فلاحية للري الصغير والمتوسط (25 كلم) وإعادة تهيئة المساحة المخصصة لإنتاج التفاح (1170 ه) وإحداث ثلاثة مراكز لتجميع المنتوج واقتناء شاحنتين لنقله . كما يتضمن المشروع إحداث محطتين للتخزين والتبريد مع المعدات اللازمة، والتكفل بعمليات نقل وتخزين وتسويق المنتوج من طرف المجمع (مكتب التسويق والتصدير). وسيمكن المشروع من الرفع من الإنتاج السنوي من التفاح من 14 ألف طن إلى 20 ألف طن في السنة ، وكذا الرفع من المردودية (من 12 إلى 17 طن في الهكتار)، وتحسين الدخل الخام السنوي للفلاح من 24 ألف درهم إلى 68 ألف درهم، وخلق 87 منصب عمل قار إضافي، ورفع القيمة المضافة من 18 مليون درهم إلى 88 مليون درهم. وحدد السيد محمد دردوري برنامجا للقاء المسؤولين على بعض المصالح الخارجية مع ممثلي هذه الجماعات للتعرف على انشغالات الساكنة والعمل على حل كل المشاكل العالقة في أقرب الاجال ، مؤكدا أنه يمكن التغلب على جميع هذه المشاكل القائمة بدعم جهود جميع الفاعلين والمتدخلين في الميدان وتنسيق العمل بين الادارة الترابية والمجالس المنتخبة عملا بتوجيهات جلالة الملك الذي يتنقل إلى مختلف ربوع المملكة للتعرف على واقع مختلف المناطق للارتقاء بالخدمات المقدمة إلى المواطنين إلى المستوى الافضل . كما دعا السيد الوالي المنتخبين إلى توحيد جهودهم ، والعمل من جانبهم على دعم البنية التحتية والمشاريع المدرة للدخل لمناطقهم ضمن الامكانات المتاحة لهم ، للمساهمة في خلق فرص الشغل وفك العزلة عن العالم القروي وتوفير الخدمات الاساسية المتعلقة بتأهيل الشباب خاصة الفتيات اللواتي ينقطع العديد منهن عن الدراسة بسبب عدم توفر وسائل النقل أو عدم وجود داخليات بمنطقة تعليمهن . وبعد أن ذكر ان المنطقة ، التي تعرف تحولات عميقة ستشهد قريبا إنشاء المزيد من المشاريع المهيكلة من قبيل الطريق السيار برشيدبني ملال وتوسيع المطار وإحداث بعض السدود ، شدد على أن إنتاج التفاح والسياحة الجبلية وتربية الماشية تشكل رهانا مربحا بالمنطقة في حالة تطويرها ، وهو ما يسمح بتأهيل المنطقة وتحقيق التوازن بين الوسطين الحضري والقروي ، ويعطي دفعة قوية للتنمية المستدامة بها . وقد مكنت هذه اللقاءات المستشارين الجماعيين من الاطلاع على حالة العديد من الملفات من خلال الأجوبة التي تقدم بها رؤساء المصالح الاقليمية المعنية على تساؤلاتهم ، خاصة المتعلقة منها بحالة الطرق وتهيئة المسالك والغابة التي تعرف تدهورا مستمرا نتيجة عوامل التعرية والاستغلال المفرط للثروة النباتية والحيوانية ، بالاضافة إلى القضايا المتعلقة بالتعليم والصحة والسياحة والفلاحة والنقل وبالتزود بالماء الصالح للشرب والصرف الصحي والكهربة القروية والاتصالات السلكية واللاسلكية . وتجدر الاشارة إلى أن المشاكل المشتركة التي تعاني منها الجماعات القروية لتيزي نيسلي وبوتفردة واغبالة تتلخص في قطاع التجهيز بحالة الطرق المزرية مما يحول بربطها مع المحاور الرئيسية بالاقليم ، وتستفحل الامور أكثر خلال تهاطل الامطار والثلوج حيث يتعذر على الساكنة التنقل لقضاء احتياجاتها اليويمة مما يؤثر على النشاط الاقتصادي بالمنطقة . وتبدو جلية في قطاع التعليم ، في الخصاص في الاطر التربوية وقلة المؤسسات التعليمية وتوقف عدد من التلاميذ خاصة القاطنين بالمناطق الجبلية عن مواصلة الدراسة بسبب مشاكل التنقل ، وهو ما يفسر نسبة التمدرس التي لا تتعدى 60 في المائة وارتفاع نسبة الامية التي تناهز 40 في المائة . وتكمن المشاكل التي تواجهها ساكنة هذه الجماعات في قطاع الصحة في قلة الموارد البشرية وندرة مراكز العلاج وعدم تجهيزها بالقدر الكافي ، مما يكبدها مشاقا كبرى في التنقل إلى المستوصفات المجاورة . وفي باقي القطاعات ، تطالب الساكنة بمواصلة الجهود من أجل توسيع شبكات الكهرباء والماء الشروب والتطهير والاتصالات وإصلاح السواقي الفلاحية ، وببناء وتجهيز بعض المرافق الاجتماعية على غرار دور الطالب والطالبة ومراكز تأهيل الفتاة القروية والملاعب الرياضية ودور الشباب ورياض الاطفال وغيرها .