توفي ليلة أمس بالدار البيضاء ، أحد قادة المقاومة و بالضبط اليد السوداء و أحد مؤسسي جيش التحرير ، محمد بن حمو الكاملي ، الذي انخرط مبكرا في خلايا المقاومة بالدار البيضاء إلى جانب الشهيد الزرقطوني و الفقيه البصري و محمد منصور. قبل أن ينتقل لجبال الأطلس و يساهم في تأسيس جيش التحرير هناك تحت إمرة الفقيه البصري و السلامي عمر المسفيوي ، كما أشرف على عمليات الهجوم على خزائن الأسلحة بالأطلس و هو المورد الأول للسلاح لهذا الجيش. سعيش الإعتقال مرار إبان فترة الإستعمار . و بعد استقلال المغرب سيعين قائدا على أحواز الرباط ، لكن سرعان ما ترك منصبه الإداري و شد الرحال لبني ملال ، لينسق مع رفيقه القايد البشير لقيادة ثورة بالأطلس المتوسط سنة 1960 (عملية اغتيال الضابط أقبلي ببني ملال) .و في جبل كوسر بزاوية احنصال و في ضيافة حدو أومحا نايت التوس أوداد سيتم توزيع 800 فلاح كمقاتلين مسلحين في مجموعات صغيرة ، في وقت لم تلتحق مجموعات جيش التحرير المنتظر قدومها من الجهة الشرقية ( التحق أفراد فقط بعد خيانة القادة و عقد صفقة مع النظام) كما أن الثورة اقتصرت على مناطق تاكلفت و تلوكيت و زاوية احنصال و أنركي ، و مناطق أمزميز بأحواز مراكش ( بقيادة مولاي الشافعي و البشير المطاعي) ، فيما تراجعت مناطق أخرى في آخر لحظة. سيستمر الصمود في القتال لأشهر رغم التفاوت في العدة و العتاد مع الجيش الملكي …. سيتم اعتقال المجموعة التي يتواجد بها محمد بن حمو بمنطقة “يحسنت” المطلة على بني ملال بعد تطويقها من الجيش الملكي ، و بعد نوجيه إنذار بمكبر الصوت بالإستسلام و إلقاء السلاح ، سيرفض كلا من بن حمو و علي أوحدو هندي إلقاء السلاح حيث سيبادرون لإطلاق الرصاص ليرد عليهم قناصة الجيش و يصابا بكسور في أرجلهما ( كانت المجموعة تضم إلى جانب بن حمو كلا من زيد كودي الناجي و سيدي موح احنصال و حماد أوخال و هندي علي أحدو نايت أمرزوك. و غيرهم) . مباشرة ستساق المجموعة للثكنة العسكرية بقصبة تادلة حيث ستقضي هنا سنتين تحت التعذيب القاسي و بإشراف الجنرال م.حفيظ شخصيا ( منصبه آنذاك كلونيل) و الكلونيل شنا صهر أوفقير ،( سيفلت المعتقلون من التصفية الجسدية بعدما تلقى الشنا أمرا بالإنتقال على وجه السرعة للرباط و تكليفه بقيادة التجريدة المغربية المتجهة للكونغو) و ستعرف فترة الإختطاف هذه ، محاولة فرار ناجحة ، نفذها المعتقل محمد بن حمو ، استخدم فيها خطة مشابهة لتلك التي نفذها المقاومون في عملية الفرار الشهيرة بسجن القنيطرة . و حيث سيتم القبض عليه مجددا بوادي زم بعد مطاردات استخدم فيها البوليس الكلاب المدربة …. ستنطلق محاكمة المجموعة بمحكمة الرباط بعد تفريق المعتقلين على سجون البيضاء و لعلو بالرباط و المركزي بالقنيطرة و سجن مكناس…و لتصدر الأحكام ، حيث سينال محمد بن حمو حكم الإعدام و البشير لحمر حكم المؤبد وسيطلق سراحهم فيما بعد عبر دفعات و بموجب عفو ملكي .من ضمن معتقلي المجموعة نذكر بالإضافة لمحمد بن حمو الكاملي ، القايد البشير ، المذكوري الشاعر ، المرابط، بوكرين ، احنصال سيدي موح ، زيد أمبارك كودي و شقيقه الذي سيتوفى بسجن عين قادوس بفاس ، حدو أومحا نايت التوس و شقيقه سعيد ،زيد أوربيع ، حماد أبوجو مقدام، سيدي حماد القاد و شقيقه سعيد ، موح ألعيد نايت توراخت ، باسو حاجين، باسو أزوهر، موح أعلي نايت بامو بوحسيس، محماد نايت الدايح ، أعليبوض ، سعيد زيلو ،، خروب محمد ، و مقاومين آخرين حيث وصل عدد المحاكمين بالرباط 84 عنصرا .بالإضافة لمن تعرضوا للإعتقال ببني ملال و النواحي و هم بالعشرات … من الجلادين الذين مارسوا ساديتهم على المعتقلين نذكر : الكلونيل شنا ، القبطان الفاسي ، القائد التوري العربي، و عناصر بوليسية تم استقدامها من كوميسارية وادي زم … و هم الاعتقال و التعذبب أسر و عائلات المعتقلين و تعرضت النساء للإغتصاب الجماعي و صودرت الممتلكات….