اليوم هزأ السيد بنكيران في إصراره وعناده على أن تبقى المباراة هي البوابة الوحيدة أمام أبناء الشعب وحشود المتخرجين الباحثين عن العمل والوظيف أو حتى الترقية بالشهادة أو بالأقدمية،ولأكون صادقا وموضوعيا فقد كدت أن أقتنع كغيري بهذا الخيار رغم قساوته وصرامته لما رأيت من بعض نتائجه في السنة الأولى،كإحياء الأمل عند العديد من قدماء البطاليين والمجازين من أبناء الفقراء وشباب المناطق النائية بل حتى المهاجرون إلى إيطاليا وإسبانيا منهم من عاد إلى أرض الوطن واجتاز المباراة في مهن التعليم وكان النجاح حليفه؟؟. 1- اليوم هزأت مباراة السيد بنكيران بكل صدق وموضوعية، فقد جاءت المباراة في وقت رمضان وهو غير مناسب للحركة وطواف المغرب للتنقل بين المراكز والمؤسسات والحافلات والفنادق والمحطات؟؟. 2- وجاءت بأعداد جد قليلة منها الصفر والعشرة إلى 50 مرشحا كأكبر عدد مناصب متاحة لجهات شاسعة كجهة مكناس تافيلالت التي ما فتئت تحبل كل سنة بجيوش جرارة من المعطلين؟؟. 3- وجاءت المباراة أكثر مغربة حتى النخاع وقد ضاقت بالتسهيل على الشباب فأغلقت في وجههم الترشيح عبر الأنترنيت إلى ضرورة التنقل إلى عين المكان في زمن التواصل العنكبوتي؟؟. 4- وجاءت المباراة وقد ضاقت بالشيوع وحق الجميع في المشاركة إلى العودة إلى الانتقاء الأولي لتحرم الألوف حتى من لحظات العيش على الأمل حتى لو كان وهما لشهر أو شهرين متتابعين؟؟. 5- وجاء الانتقاء في الحقيقة عبثا إذ رشح لاجتياز المباراة أصحاب معدلات ,10 وأعرض عن أصحاب معدلات ,11 و,12 دون تبرير (أكاديمية مراكش تانسيفت الحوز في التعليم الابتدائي نموذجا)،ولا شيء يجبر المسهولين الرافضين لملفات الناس على تبرير رفضهم،لا شفويا ولا كتابيا ولا حتى إلكترونيا؟؟. 6- وجاءت المباراة ولم يعرف المرشحون معايير الانتقاء،لم يكن لديهم الحق في الطعن في الانتقاء،لم يكن لديهم الحق في إنصافهم وقد تبين ضررهم، لن تعاد المباراة من أجلهم وهم الذين بقوا سنة كاملة وأكثر وهم يعدون وينتظرون؟؟. 7- لن أتحدث عن ظروف المباراة وتزامنها ومنهجية طرح الأسئلة فيها وحراستها وتصحيحها والفرق الهائل بين عدد المرشحين وعدد الناجحين،وظروف التكوين ومشكل التعيين وانتظار البعض بعد التكوين..،فلست متخصصا ولا مواكبا ولا مراقبا ولكن الانطباع السائد عند الأغلبية أنها مباراة تعجيزية،تطرح ما سيتكون فيه الناجحون لا ما درسه أو قد يتذكره المرشحون؟؟ 8- صحيح أن علوم التربية والبداغوجيا والتواصل والديداكتيك..ضرورية لكل من نذر نفسه لممارسة التربية والتعليم وتنشئة الأجيال،ولكن أين هذه المباراة التي يحرص عليها التعليم العمومي في حين أن التعليم الخصوصي يوظف معظم أطره الشابة من المعطلين و بشيء من مجرد الدورات التكوينية الميدانية والمتابعة أو المساندة الصفية يعطون من المردودية ما لا تعطيه أطر المباراة في التعليم العمومي،مما يفيد أن الإشكال هو إشكال التشغيل الذي عجزت عنه الحكومة لا إشكال المباراة التي عجزت عن حسن تنظيمها هي أيضا؟؟. ورغم كل شيء فنحن كما قلنا مع المباراة لأنها دستورية والأقرب إلى العدل، ومع الدستور لأنه إجماع المغاربة،مع بنكيران حتى لأنه الشرعية الانتخابية،ولكن أليس هذا الإخراج السيء للمباراة من التنزيل السيء للدستور،أم مجرد مظهر من مظاهر الفساد التي ما زالت تتحكم به العفاريت والتماسيح والمشوشين والمغرضين لإفشال التجربة وفقدان الأمل في تدبيرها وحكمها و حكامتها وعلى رأس ذلك سياسة التشغيل الضعيفة والمباريات الأضعف؟؟.