احتضنت الدارالبيضاء يومي الأربعاء والخميس 19و20 أبريل الجاري الملتقى الذي يحمل إسم المدينة لشركات التأمين وإعادة التأمين، وهو حدث بات يشد إليه الأنظار في أوساط التأمين وإعادة التأمين لا فقط على الصعيد الافريقي، بل ايضا على الصعيد العالمين حسب ما جاء في مداخلة محمد حسن بنصالح، رئيس فدرالية شركات التأمين وإعادة التأمين. وقد كان ضيف النسخة الحالية من الملتقى هو السنغال حيث وقعت الفدراليتان المغربية والسنغالية لشركات التأمين وإعادة التأمين بروتوكولا للشراكة والتعاون على غرار ما حصل مع تونس خلال النسخة الماضية من الملتقى ذاته. وحسب محمد بنصالح، فهذا الملتقى أضحى فضاء متميزا لالتقاء وتبادل الخبرات والتجارب والأفكار الجديدة ما بين مختلف الفاعلين في مجال التأمينات والأبناك، خاصة أن الملتقى يتمحور حول الثورة الرقمية وتأثيراتها على العلاقة بين شركات التأمين وزبنائها. محمد بنصالح أكد على أن قطاع التأمينات يتطور بشكل سريع، بفضل ما تتيحه التكنولوجيات الحديثة. وقال إن استعمال مختلف وسائل الاتصال الحديثة من شأنه المساهمة في إحداث تغير كبير على مستوى تسويق خدمات التأمين. وبعد أن أشار إلى أنه ينظر لمنتجات التأمين على أنها معقدة ، دعا إلى تبسيط العلاقة مع الزبناء من خلال جعلها أكثر ذكاء ، مع إطفاء طابع الحيوية عليها . وحسب بنصالح، فالوسائل الرقمية تمكن من التواصل مع الزبناء أينما وجدوا، عبر شبكة الأنترنيت، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي ( فايسبوك / تويتر)، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية مواكبة هؤلاء الزبناء في كل عمليات التأمين . كما أن هذه الوسائل ستكون حاسمة في إنجاح الاستراتيجيات التنموية للشركات الناشئة، حسب المتحدث، الذي اعتبر أن السلطات التنفيذية تواكب العمل الذي تقوم به شركات التأمين، خاصة في الشق المتعلق بتنفيذ النصوص القانونية. وحسب بنصالح، فإن الثورة الرقمية تحتم إعادة النظر في الإمكانيات المتعلقة بتحليل المعطيات المرتبطة بمجال التأمين ، من أجل تحديد المخاطر، وتوفير الحماية المسبقة . واعتبر أن المجال الرقمي يساهم أيضا في إغناء وتعزيز معارف الزبناء، علاوة على تقاسم المعطيات الخاصة بتأمين السيارات والسكن والصحة وغيرها، مشيرا إلى أنه فضلا عن الحسابات المتعلقة بالمخاطر والتعريفة، هناك رهان آخر يتعلق باستمرارية العلاقة بين الشركات وزبنائها. أما رئيس فدرالية شركات التأمين بالسينغال أدج مور، فاعتبرأن لقاء الدارالبيضاء الخاص بالتأمنيات تحول الى لحظة قوية في حياة مهنيي التأمينات وإعادة التأمينات بالقارة الإفريقية والعالم العربي . وقال إن السينغال، باعتباره ضيف شرف هذه الدورة، يتوفر على بيئة أعمال مناسبة للاستثمار الأجنبي ، خاصة بالنسبة للمقاولات المغربية النشيطة أساسا في مجالات النقل الجوي والهندسة المدنية والمالية ( الأبناك / شركات التأمين)، والتي تعتبر من الشركاء القدامى أو الجدد ، الذين يساهمون في تنمية السينغال . وقد انكب المشاركون طيلة اليوم الأول من الملتقى على مناقشة الاستراتيجية الرقمية لشركات التأمين وما يرتبط بها من مواضيع تهم الولوج إلى الخدمات التأمينية وآفاق تسهيل الولوج أمام الزبناء بفضل الطفرة الرقمية، هذا دون إغفال التحديات التي أحدثتها هذه الطفرة الرقمية وأيضا كيفية استثمار المستجدات الرقمية في مجال تسريع النمو. وقد أبانت بعض الدراسات أن سوق التأمينات بالمغرب يواصل نموه المتصاعد، حيث تمكن هذا السوق من جمع ما قيمته 35.1 مليار درهم سنة 2016 متوزعة على فرع التأمين على الحياة ب 14.3 مليار درهم، والفروع الأخرى ب 20.8 مليار درهم. وحسب المعطيات التي أصدرها مكتب "تشانز آلمز"فإن فرع السيارات، الذي سجل مداخيل ب 9.9 مليار درهم تراجع مقارنة مع فرع التأمين على الحياة وهو الفرع الذي تهيمن عليه "تأمينات الوفاء" برقم معاملات بلغ 7.3 مليار درهم أي بحصة سوق نسبتها 20.8 في المائة، وهو ما شكل ارتفاعا بمعدل 14 في المائة. ويليها في الترتيب شركة "الملكية المغربية للتأمين" التي تقدمت بنسبة 5.6 في المائة محققة 5.8 مليار درهم برسم سنة 2016.