أكد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد العظيم الحافي، يوم الخميس الماضي، بالرباط، أن النساء يمثلن 30 في المائة من خريجي المدارس الغابوية للمهندسين. وسجل الحافي، خلال لقاء تواصلي نظمته المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحت شعار "دور المرأة في التحسيس بالبيئة"، أن هذا الرقم يؤكد أن الأطر العليا النسوية تندمج أكثر فأكثر في المجال المرتبط بالغابات وهذا ما يعزز وصول النساء إلى مناصب المسؤولية والقرار". وفي هذا الإطار أفاد الحافي بأن الدفعة الأولى من النساء تقنيي الغابات والتي ستتخرج هذه السنة، تعكس انخراط العنصر النسوي في هذا المجال أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى أن هناك 200 موظفة من أصل 680 موظفة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر هن من الأطر العليا. وأبرز المندوب السامي أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هو لحظة لتقديم الحصيلة لأن العمل يجب أن يتم على طول السنة بهدف مقاربة مسألة إدماج المرأة على مختلف المستويات، منوها بالعمل الجيد التي اضطلعت به الجمعيات والتعاونيات من حيث التنظيم، واستغلال الموارد الطبيعية والتثمين. وأشار إلى أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تسهر من خلال عملها ومبادراتها على دعم الجمعيات والتعاونيات النشيطة في هذا المجال بهدف تثمين الموارد وحماية التوازن البيئي والنهوض بالتنمية المستدامة. وتميز هذا اللقاء بحضور الفنانة المغربية نعيمة المشرقي، كضيفة شرف تقديرا لمساهمتها في المبادرة التي أطلقتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر خلال مؤتمر الأطراف كوب 22 والتي شملت زراعة أكثر من مليون شجرة في يوم واحد. وقامت المندوبية السامية، بهذه المناسبة، بتكريم ثلاث نساء قرويات فاعلات في مجال التحسيس بحماية البيئة بمناطق الشرق والأطلس المتوسط والجنوب والجنوب الغربي. ويتعلق الأمر بفاطمة المحني، رئيسة التعاونية الفلاحية النسائية "أركانة نومسكرود" وزكية توغماني، رئيسة جمعية السعادة من أجل التنمية المستدامة بوجدة، وليلى بوتالين رئيسة التعاونية الغابوية النجاح بإفران. ومكن هذا اللقاء النساء المكرمات من تقديم خبرتهن ورؤيتهن للدور والمهن التي يزاولنها، فضلا عن علاقاتهن باستخدام الموارد الطبيعية ومشاركتهن في الحياة الاقتصادية على المستوى المحلي. وركزت الشهادات، بالأساس، على الدور الذي تلعبه التعاونيات في التعبئة الجماعية من أجل الحفاظ غابات الأركان وإحيائها وإدماج الكفاءات النسوية في عملية تثمين منتوجات الأركان. كما تمحورت حول مساهمة الجمعيات في التحسيس وحماية البيئة من خلال عمليات غرس الأشجار على مستوى الغابات الحضرية وداخل المؤسسات التعليمية والتحسيس بأهمية تدوير وتثمين النفايات البلاستيكية، إلى جانب كيفية تأطير المرأة القروية من أجل تثمين أمثل لشجيرة الدوم مع تحسيس المنخرطات بأهمية حماية البيئة. وشكل اللقاء أيضا فرصة للتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة القروية ومساهمتها في ضمان الأمن الغذائي ومصادر دخل للأسر، ومن ثمة دعم التنمية المستدامة.