عمر الخيّام مبدع مميز، اوصلته موهبته الفذة الى العالمية، وضمنت إستمرار تألقه وتنامي شهرته عبر قرون وقرون... هو الشاعر عمر بن إبراهيم الخيامي الفارسي النيسابوري المعروف بإسم عمر الخيام المتوفي في سنة 1121. نشأ في القرن الخامس الهجري نشأة فاضلة، اهلته ليصبح حكيماً وفيلسوفاً. شعره ورباعياته تجدها تتعلق أكثرها بالحقائق العلمية والحكمة والأخلاق. كان أسير المعرفة المطلقة ومتقدماً على معظم علماء عصره. انه صاحب الرباعيات التي أكسبته الشهرة في الشرق والغرب، وتناولها الأدباء على إختلاف جنسياتهم ولغاتهم. كان دائم السعي الى حل لغز الحياة، حائرا بين الشك واليقين والميل الى طلب مغفرة الله: (إن لم أكن أخلصت في طاعتك/ فإنني أطمع في رحمتك/ وإنني يشفع لي أنني/ قد عشت لأشرك وحدتك). أبيات القصيدة الصوفية أنشدتها أم كلثوم عام 1951 بعدما تحولت على يدي رياض السنباطي الى أغنية عام 1949. وكان الخيام ينظم هذه الرباعيات في خلواته ثم ينشرها أمام أصحابه في المجالس. ولم يفكر يوماً أنها ستقوده الى الخلود. نظم رباعياته خلال مراحل متفرقة في حياته وظروف متنوعة. هذه الصور الشعرية تعكس أفكاره المتناقضة من خلال الرباعيات، التي منحته أسلوباً خاصاً غير أسلوب معاصريه من الشعراء من حيث النفس الشعري والروح الفلسفية الهادفة الى البحث عن الحقيقة. شعر الخيام هو حكمة الدهر التي جعلها شعاراً لحياته: (لا تشغل البال بماضي الزمان/ولا بأتي العيش قبل الأوان/وأغنم من الحاضر لذاته/فليس في طبع الليالي الأمان). هذه الابيات وردت في الرباعيات، التي نقلها للمرة الأولى من الفارسية الى العربية الشاعر أحمد رامي، بعدما ظلت غائبة عن القارئ العربي لقرون.