يستعد بيت المسرح بخريبكة، لتقديم عمل مسرحي جديد تحت عنوان: «ومن معه»، عن نص «1 2 3» للدكتور سلمان قطاية. تنطلق فكرة النص من الإيمان بأن الحقيقة مهمة لخلق خيط رابط بين الفضاء والإيقاع والشخصيات، كعملية تفجير من الداخل لبنية النص ومحاولة تشكيله تشكيلا بصريا يساوق الفكرة العامة للنص وفق رؤية جمالية معينة، فالنص المقترح بشخصياته المزعجة يطرح إشكالية أخلاقية ويحاول تتبع مسار شخص، هو صاحب الدار الذي يفزعه خلل ما ببيته. خلل قد يتهدد الوضع العام، لتتعاقب وتتوالى عليه الأحداث وشخصيات أخرى: الطبيب، المهندس، الحمال، الضابط، المرافقين، الرجل الغريب، المرأة، باحروش العصفور.. والتي تحاول انطلاقا من الترغيب والتهديد، فك طلسم الخوف لكشف الحقيقة، انطلاقا من أن لكل حقيقته. عبر هذه الشخصيات المخاتلة أحيانا في تصرفاتها، يتم تعزيز المبهم ومحاولة تجسيده بواسطة ما يوحي به الفضاء: قافلة مهترئة في خلاء موحش، لأجل التماهي مع الجانب الغرائبي في بنية النص وكذا محاولة ملء فجواته البصرية، على اعتبار أن النص مكون لفظي. وبما أن نص مسرحية «ومن معه» يطرح إشكالية وجودية قديمة كإشكالية الحقيقة، وبما أن محاولة تحويل مكون لفظي إلى متواليات بصرية جمالية، تحتاج إلى فضاء معلوم، تم العمل على تجسيد أحداث النص في فضاءات مختلفة: فضاء القافلة، فضاء متحرك تعبيرا عن حالة اللا استقرار التي يعيشها البطل الذي يظل إشكاليا بكل المقاييس لعدة اعتبارات، أهمها: تمكين المتلقي من الاضطلاع (واستثارة حاسة البحث لديه )ولو نسبيا، للوقوف على الجانب الخفي والغامض للشخوص التي تزور المكان من أجل تشخيص داء ما، ثم هناك مكونات القافلة كمكان للعيش وما يحتويه من أدوات بسيطة، تعكس المعيش اليومي لصاحب الدار الذي يؤثث وحشته ووحدته بعصفور يدعى باحروش. يصبح في أغلب اللحظات خصما عنيدا وصديقا لدودا وشاهدا عيانا على ما تمور به القافلة من أحداث وزيارات غير عادية وغير بريئة لأشخاص غير عاديين.إضافة إلى ما يمكن أن تضيفه الملابس والإكسسوارات والرقصات والأغاني وكل العناصر السينوغرافية الأخرى على السياق العام للنص /للعرض، ناهيك عن المراهنة عن ذاتية الممثل وجسمانيته، لتوفير فرجة ترتكز على الشرط الإبداعي أولا وأخيرا ،وتضمن عدم انزياح المتلقي. المسرحية من إعداد وإخراج :إدريس الطلبي. تشخيص: علال الهمداني، أحمد لوديلي، أحمد النحلة، أحمد خزران، رشيد الزين حسن أكرديس، فاطنة تبروري. السينوغرافيا والمؤثرات: عباس كاميل - الملابس والإضاءة: علي أكمازر: المحافظة وتركيب الديكور: صالح البحيري. العلاقات والاتصال إدارة الجولة: عبد الواحد تمود. إعداد وإخراج :إدريس الطلبي.