تم مؤخرا تقديم كتاب «المغرب بعيون إشبيلية»، بقاعة «أكاريو كوطابوس» بفضاء «مابوتشو» (وسط العاصمة)، وذلك على هامش مشاركة المغرب في الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للكتاب لسانتياغو، التي تنظمها الغرفة الشيلية للكتاب إلى غاية 14 نونبر الجاري. ويجمع هذا الإصدار، الذي أصدره مركز محمد السادس لحوار الحضارات بكوكيمبو، بالتعاون مع سفارة المملكة بالشيلي، في إطار جهودهما للتعريف بالمغرب وتقريبه من المواطن الشيلي، انطباعات 21 شيلياً من الجنسين، من مدن مختلفة، وذوي مهن مختلفة، أتيحت لهم الفرصة لزيارة المغرب والتعرف عليه عن قرب. ويقدم هذا الكتاب خدمة كبيرة للشيليين ولغيرهم، الذين يفكرون في القيام بزيارة للمملكة، لكونه يشتمل على وصف دقيق وشخصي لأناس زاروا المغرب، وتجولوا في أزقته وأسواقه، وتعرفوا على أبنائه وتعايشوا معهم. كما يحتوي الكتاب على شهادة السفيرة السابقة للشيلي بالمغرب السيدة مارسيا كوباروبياس، التي تحكي عن الإثارة والفرح اللذين يغذيان روح من تطأ قدماه أرض المغرب ويتعرف على أناسه الطيبين المضيافين. وترافق شهادات هؤلاء الشيليين المشاركين في هذا الكتاب، الأول من نوعه، صور تجعل تلك الشهادة حية، ودعوة صريحة ومفتوحة للآخرين الذين لم يزوروا المغرب بعد أن تكون وجهتهم المقبلة ذلك البلد المضياف، القريب البعيد، البعيد جغرافياً، والقريب للتشابه بين الشعبين الشيلي والمغربي في أمور عديدة. وشارك في حفل تقديم هذا الكتاب، كل من السادة دييغو ميلو أستاذ التاريخ بجامعة أدولفو إبانييز، وباتريسيو غونزاليز عن دار النشر «ألتازور» بسانتياغو، وإدواردو بالنزويلا فنان ورئيس فرقة المغرب للموسيقى الوسيطية. وحضر هذا اللقاء، الذي أداره مدير مركز محمد السادس لحوار الحضارات السيد أحمد آيت بلعيد، بعض الشيليين الذين شاركوا في هذا الكتاب بالإضافة إلى جمهور متعطش لمعرفة المغرب عن قرب. للإشارة، فقد أصدر مركز محمد السادس لحوار الحضارات بالتعاون مع السفارة المغربية 12 كتاباً باللغة الإسبانية، وهي أعمال الملتقى الدولي الأول لحوار الحضارات المنظم بكوكيمبو في مارس 2008، وأعمال الملتقى الدولي الثاني لحوار الحضارات المنظم بكوكيمبو وسانتياغو في أبريل 2008، وأعمال الملتقى الدولي الثالث لحوار الحضارات المنظم بكوكيمبو وسانتياغو وفينيا دي المار في أبريل 2009، وكتابا حول مقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وكتابا حول تجربة المصالحة والإنصاف بالمغرب، وكتابا حول المرأة المغربية، وديوانين شعريين للشاعرتين عائشة البصري ووداد بنموسى، ومجموعة قصص للأديب أحمد بوزفور، وقصتان من المغرب لمحمد العشيري، ومختارات من القصة الشيلية مترجمة إلى اللغة العربية، كما دعم طبع كتاب حول أوروبا والبحر الأبيض المتوسط المسلم، بالإضافة إلى طبع جريدتين حول أوجه مظاهر الثقافة المغربية وأخرى حول الموسيقى المغربية. يذكر أن رواق المملكة بالمعرض الدولي للكتاب بسانتياغو في دورته الثلاثين يقدم مجموعة من الإصدارات التي تعنى بمجالات الأدب (شعر، قصص، مسرح ورواية...)، والتاريخ والجغرافيا (خرائط)، بالإضافة إلى كتب حول الطبخ المغربي وأخرى حول المجتمع المغربي وعاداته. وفي إطار الأنشطة الثقافية والفنية الموازية لهذه التظاهرة، قدم «جوق الرباط لموسيقى الآلة» عروضا موسيقيةً، بكل من مدن سانتياغو وبال باراييسو و لاسرينا، اشتملت على صنائع مختارة من متن طرب الآلة، إضافة إلى مقطوعة (يا بنت بلادي) من التراث الشعبي لشمال المملكة. لاقت تجاوباً من قبل الجمهور الشيلي.