كان عشاق الموسيقى والرقص من سكان العاصمة الاسماعيلية مساء يوم الخميس الماضي, بمسرح مركب الفقيه محمد المنوني, على موعد مع حفل أحياه نخبة من الفنانين الأذربيجانيين وقدمت خلاله مقطوعات موسيقية وغنائية ولوحات راقصة من فلكلور هذا البلد. واستهل هذا الحفل, المندرج في إطار الأيام الثقافية الأذربيجانية بالمغرب, والذي شهد حضور شخصيات من عوالم السياسية والثقافة والإعلام, بعزف النشيدين الوطنيين للبلدين, قبل أن تنطلق فرقة الرقص, التابعة للجوقة الأذربيجانية للرقص والأغاني, في حركات بديعة ورشيقة جسدت لوحات كوريغرافية جمعت بين إيقاعات فنية شرقية من التراث الشعبي الأذربيجاني وأخرى غربية حديثة. كما أمتعت هذه الفرقة الحضور بتأديتها رقصة «جانجي» من أوبيرا «كور أوغلو» الشهيرة التي ألفها الموسيقار عزيز حجباكوف فأضحت بفضل تميزها ومهنيتها العالية, ملحمة وطنية شعبية ضخمة, حاز بفضلها حجباكوف سنة 1941 على الجائزة السوفياتية الدولية. واشتمل برنامج الحفل على أوبيرت «أرشان مال ألان», وأغاني أداها الفنانان قوجاق عسكروف وجولو مورادوفا, ومقطوعات على آلة البيانو للعازفة ييجاني أخوندوفا وآلة الكمان للعازف سليم عباسوف رفقة الفرقة الوطنية الشعبية بقيادة المايسترو أغاويردي باشايف, وقد عكست هذه الأعمال التفاعل بين الثقافتين الشرقية والغربية. ويأتي تنظيم الأسبوع الثقافي الأذربيجاني بالمغرب (من 27 إلى 30 أكتوبر الجاري) تفعيلا لبنود اتفاقية تعاون تم إبرامها بين المملكة المغربية والجمهورية الأذربيجانية, وتقضي بوضع برامج للتعاون بين البلدين في مختلف الميادين, خاصة الثقافية منها. وتروم هذه الاتفاقية, أيضا, التعريف بثقافتي البلدين وبحضارتيهما والوقوف على ما يزخران به من الناحية التاريخية والتراثية, والتأكيد على عمق علاقات التعاون بين البلدين الصديقين وتطويرها لتشمل مجالات أوسع, ثم إبراز دور الثقافة في التقريب بين الشعوب والأمم. يشار إلى أن مكناس كانت المحطة الثانية ضمن جولة الفنانين الأذربيجانيين المشاركين في الأيام الثقافية الأذربيجانية بالمغرب بعد الرباط التي انطلقت منها, وسيلتقون في المحطات اللاحقة بجمهور كل من العاصمة العلمية للملكة وبعدها العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء.