وفاة والدي كانت غامضة.. عاد الى مدينة الدارالبيضاء «روني سيردان» ابن البطل العالمي الراحل «مارسيل سيردان» ويحل بيننا سيردان الإبن اليوم بهدف تخليد ذكرى وفاة الوالد «مارسيل» الإسباني- الفرنسي- المغربي الذي ارتبط بالمغرب والمغاربة وقاسمهم الهموم والمعاناة إبان الاستعمار. والإبن «مارسيل» اندمج في المجتمع الرياضي بمواهبه المتعددة ومؤهلاته البدنية... لعب كرة القدم ثم انتقل الى الملاكمة حيث تألق عالميا. واليوم يعود إبنه «روني» لإحياء ذكرى البطل «سيردان» وبلغنا أنه بدأ في البحث عن ممتلكات والده التي يبدو أنها ضاعت في ظروف غامضة. في هذه المناسبة كان لنا لقاء مع نجل سيردان روني وأجرينا معه الحوار التالي: * أنت إبن الراحل البطل الإسباني الفرنسي والمغربي مارسيل سيردان؟ - بالفعل أنا روني سيردان ابن الراحل مارسيل سيردان، ترعرعت في مدينة الدارالبيضاء في حي مرس السلطان. والدي مارسيل سيردان عاش في حي (كارتيي كوبا) في المدينة القديمة بالدارالبيضاء وعندما اندمج في الوسط الرياضي انتقل الى حي المعاريف. وقد كان عمري لا يتجاوز ثلاث سنوات ونصف عندما توفى والدي، ولذلك لم أعايشه ولم أتابع أنشطته وتألقه الكبير. ورغم ذلك بذلت جهدا كبيرا لقراءة تاريخ «سيردان» البطل الرياضي الذي أحب المغرب ومارس الرياضة وتميز في كرة القدم والملاكمة. وقرأت أشياء كثيرة كتبت عن حياته الاجتماعية، الانسانية والرياضية وشاهدت أفلاما ووثائق عن مباريات خاضها في حياته. وتعرفت عن شخصية «سيردان» أكثر من خلال ذاكرة الذين اقتربوا منه وعايشوه، وأحس أن هذا الرجل ظل حيا في الذاكرة بعد حوالي ستين سنة عن رحيله، نعم ظل في الذاكرة الجماعية في المغرب فرنسا وأوروبا. * أدركت أن والدك ارتبط بالمغرب وتحمل الكثير، ورافق كبار الرياضيين؟ - كان والدي «مارسيل سيردان» مرتبطا بالمغرب ولقبه الجمهور بالمدفعي المغربي. كان يحب كرة القدم ومارسها رفقة أحسن اللاعبين المغاربة آنذاك من بينهم الجوهرة السوداء العربي بنمبارك، هذا الرجل الذي يضاهي «بولي» وغيره. «سيردان» عشق الكرة لكن والده، جدي، وجهه الى الملاكمة وتحول الى بطل اعتمادا على تجربة والده. * يبدو أنه كان يعاني من مشاكل مع العنصريين الفرنسيين؟ - كان مغربيا يعايش البسطاء، والمغربي آنذاك كان مغربيا- فرنسيا- اسبانيا- برتغاليا وغيره، كان التسامح والتعايش واقتراب سيردان من البسطاء وما كسب من حب وشعبية جر عليه سخط العنصرية الفرنسية. * ماذا عن وفاته؟ - وفاة «مارسيل سيردان» غامضة وعليها علامة استفهام. والدي لم يقبل الهزيمة أمام خصمه الأمريكي الملاكم جاك لامونطاني، وكانت المراهنة كبيرة عن مباريات الملاكمة. ويبدو أن هناك تلاعبا وتمت المواجهة في أمريكا في ظروف مشبوهة. وفي مواجهة الثأر سقطت الطائرة التي كانت تقله في اتجاه أمريكا وكان ذلك يوم 29 أكتوبر 1949. كان «مارسيل سيردان» يتوعد خصمه ومنافسه الأمريكي ويقول أنه لن يهزمه في المباراة بل سيقتله ثم يعود ليستقر في ضيعته في منطقة سيدي معروف بالدارالبيضاء، ومات سيردان دون أن يحقق هذا الحلم. ونتمنى أن نقيم ذكرى رحيله الذكرى 72 لوفاته. نحن مهاجرون، أفراد عائلته ونستعد لإحداث متحف نجمع فيه وثائق وحاجيات الراحل مارسيل سيردان ونعمل جميعا على الحفاظ على هذه الذاكرة. ونحيي كل المغاربة إخواننا، ونحن في بلدنا.